صفحة جزء
قال تعالى : ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ( 101 ) ) .

قوله تعالى : ( من الملك ) : و " من تأويل الأحاديث " قيل : المفعول محذوف ; أي عظيما من الملك ، وحظا من التأويل .

وقيل : هي زائدة . وقيل : " من " لبيان الجنس .

قال تعالى : ( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ( 106 ) أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ( 107 ) قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ( 108 ) وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ( 109 ) ) .

قوله تعالى : ( والأرض يمرون ) : الجمهور على الجر عطفا على السماوات ، والضمير في " عليها " للآية . وقيل : للأرض ; فيكون " يمرون " حالا منها ; وقيل : منها ومن السماوات .

ومعنى يمرون : يشاهدون ، أو يعلمون ، ويقرأ و " الأرض " بالنصب ; أي ويسلكون الأرض ، وفسره " يمرون " .

ويقرأ بالرفع على الابتداء .

و ( بغتة ) : مصدر في موضع الحال .

و ( أدعو إلى الله ) : مستأنف . وقيل : حال من الياء .

و ( على بصيرة ) : حال ; أي مستيقنا .

و ( ومن اتبعني ) : معطوف على ضمير الفاعل في أدعوا .

ويجوز أن يكون مبتدأ ; أي : ومن اتبعني كذلك .

[ ص: 69 ] و ( من أهل القرى ) : صفة لرجال ، أو حال من المجرور .

قال تعالى : ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ( 110 ) ) .

قوله تعالى : ( قد كذبوا ) : يقرأ بضم الكاف وتشديد الذال وكسرها ; أي علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب .

وقيل : الضمير يرجع إلى المرسل إليهم ; أي علم الأمم أن الرسل كذبوهم .

ويقرأ بتخفيف الذال ، والمراد - على هذا - الأمم لا غير .

ويقرأ بالفتح والتشديد ; أي : وظن الرسل أن الأمم كذبوهم .

ويقرأ بالتخفيف ; أي علم الرسل أن الأمم كذبوا فيما ادعوا .

( فننجي ) : يقرأ بنونين وتخفيف الجيم .

ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم على أنه ماض لم يسم فاعله .

ويقرأ كذلك إلا أنه بسكون الياء ، وفيه وجهان ; أحدهما : أن يكون أبدل النون الثانية جيما وأدغمها ; وهو مستقبل على هذا . والثاني : أن يكون ماضيا وسكن الياء لثقلها بحركتها وانكسار ما قبلها .

قال تعالى : ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ( 121 ) ) .

قوله تعالى : ( ما كان حديثا ) ; أي ما كان حديث يوسف ، أو ما كان المتلو عليهم .

( ولكن تصديق ) : قد ذكر في يونس .

( وهدى ورحمة ) : معطوفان عليه ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية