صفحة جزء
قال تعالى : ( وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون ( 51 ) ) .

قوله تعالى : ( اثنين ) : هو توكيد . وقيل : مفعول ثان ; وهو بعيد .

[ ص: 110 ] قال تعالى : ( وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون ( 52 ) ) .

قوله تعالى : ( واصبا ) : حال من الدين .

قال تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ( 53 ) ) .

قوله تعالى : ( وما بكم ) : " ما " بمعنى الذي ، والجار صلته .

و " من نعمة " : حال من الضمير في الجار . ( فمن الله ) : الخبر .

وقيل : " ما " شرطية ، وفعل الشرط محذوف ; أي ما يكن ، والفاء جواب الشرط .

قال تعالى : ( ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ( 54 ) ) .

قوله تعالى : ( إذا فريق ) : هو فاعل لفعل محذوف .

قال تعالى : ( ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ( 55 ) ) .

قوله تعالى : ( فتمتعوا ) : الجمهور على أنه أمر . ويقرأ بالياء ، وهو معطوف على يكفروا . ثم رجع إلى الخطاب ، فقال : " فسوف تعلمون " وقرئ بالياء ; أيضا .

قال تعالى : ( ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ( 57 ) ) .

قوله تعالى : ( ولهم ما يشتهون ) : " ما " مبتدأ ، ولهم : خبره ، أو فاعل الظرف .

وقيل : " ما " في موضع نصب عطفا على ( نصيبا ) أي ويجعلون ما يشتهون لهم .

وضعف قوم هذا الوجه ، وقالوا : لو كان كذلك لقال : ولأنفسهم ; وفيه نظر .

قال تعالى : ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ( 58 ) ) .

قوله تعالى : ( ظل وجهه مسودا ) : خبره ، ولو كان قد قرئ " مسود " لكان مستقيما ، على أن يكون اسم ظل مضمرا فيها ، والجملة خبرها .

و ( هو كظيم ) : حال من صاحب الوجه . ويجوز أن يكون من الوجه لأنه منه .

قال تعالى : ( يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ( 59 ) ) .

قوله تعالى : ( يتوارى ) : حال من الضمير في " كظيم " .

( أيمسكه ) : في موضع الحال ; تقديره : يتوارى مترددا : هل يمسكه أم لا ؟ .

( على هون ) : حال .

[ ص: 111 ] قال تعالى : ( ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ( 62 ) ) .

قوله تعالى : ( وتصف ألسنتهم الكذب ) : يقرأ بالنصب على أنه مفعول تصف ، أو هو بدل مما يكرهون ; فعلى هذا في قوله : ( أن لهم الحسنى ) وجهان ; أحدهما : هو بدل من الكذب . والثاني : تقديره : بأن لهم ، ولما حذفت الباء صار في موضع نصب عند الخليل . وعند سيبويه هو في موضع جر .

ويقرأ الكذب بضم الكاف والذال والباء على أنه صفة للألسنة ، وهو جمع واحده كذوب ، مثل صبور وصبر ; وعلى هذا يجوز أن يكون واحد الألسنة مذكرا أو مؤنثا ، وقد سمع في اللسان الوجهان . وعلى هذه القراءة " أن لهم الحسنى " مفعول تصف .

( لا جرم ) : قد ذكر في هود مستوفى .

( مفرطون ) : يقرأ بفتح الراء والتخفيف ، وهو من أفرط ، إذا حمله على التفريط غيره ، وبالكسر على نسبة الفعل إليه . وبالكسر والتشديد ، وهو ظاهر .

قال تعالى : ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ( 64 ) ) .

قوله تعالى : ( وهدى ورحمة ) : معطوفان على " لتبين " أي للتبيين والهداية والرحمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية