صفحة جزء
قال تعالى : ( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ( 75 ) ) .

قوله تعالى : ( عبدا ) : هو بدل من مثل . وقيل : التقدير : مثلا مثل عبد .

و ( من ) : في موضع نصب نكرة موصوفة .

( سرا وجهرا ) : مصدران في موضع الحال .

قال تعالى : ( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ( 76 ) ) .

قوله تعالى : ( أينما يوجهه ) : يقرأ بكسر الجيم ; أي يوجهه مولاه .

ويقرأ بفتح الجيم وسكون الهاء على ما لم يسم فاعله .

[ ص: 114 ] ويقرأ بالتاء وفتح الجيم والهاء على لفظ الماضي .

قال تعالى : ( ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير ( 77 ) ) .

قوله تعالى : ( أو هو أقرب ) : هو ضمير للأمر ، و " أو " قد ذكر حكمها في : ( أو كصيب من السماء [ البقرة : 19 ] .

قال تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ( 78 ) ) .

قوله تعالى : ( أمهاتكم ) : يقرأ بضم الهمزة وفتح الميم ، وهو الأصل ، وبكسرهما .

فأما كسرة الهمزة فلعلة ; وقيل : أتبعت كسرة النون قبلها ، وكسرة الميم إتباعا لكسرة الهمزة .

( لا تعلمون شيئا ) : الجملة حال من الضمير المنصوب في " أخرجكم " .

قال تعالى : ( ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ( 79 ) ) .

قوله تعالى : ( ألم يروا ) : يقرأ بالتاء ; لأن قبله خطابا ، وبالياء على الرجوع إلى الغيبة .

( ما يمسكهن ) : الجملة حال من الضمير في : مسخرات ، أو من الطير . ويجوز أن يكون مستأنفا .

قال تعالى : ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين ( 80 ) ) .

قوله تعالى : ( من بيوتكم سكنا ) : إنما أفرد لأن المعنى : ما تسكنون .

[ ص: 115 ] ( يوم ظعنكم ) : يقرأ بسكون العين وفتحها ; وهما لغتان مثل النهر والنهر ، والظعن مصدر ظعن .

( أثاثا ) : معطوف على " سكنا " وقد فصل بينه وبين حرف العطف بالجار والمجرور ، وهو قوله تعالى : ( ومن أصوافها ) : وليس بفصل مستقبح كما زعم في الإيضاح ; لأن الجار والمجرور مفعول ، وتقديم مفعول على مفعول قياس .

قال تعالى : ( ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون ( 84 ) ) .

قوله تعالى : ( ويوم نبعث ) : أي واذكر ، أو وخوفهم .

قال تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ( 90 ) ) .

قوله تعالى : ( يعظكم ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في " ينهى " وأن يكون مستأنفا .

قال تعالى : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ( 91 ) ) .

قوله تعالى : ( بعد توكيدها ) : المصدر مضاف إلى المفعول ، والفعل منه وكد . ويقال أكد تأكيدا .

وقد ( جعلتم ) : الجملة حال من الضمير في " تنقضوا " .

ويجوز أن يكون حالا من فاعل المصدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية