صفحة جزء
قال تعالى : ( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ( 62 ) ) .

قوله تعالى : ( هذا ) : هو منصوب بأرأيت .

و " الذي " : نعت له ، والمفعول الثاني محذوف ، تقديره : تفضيله أو تكريمه ; وقد ذكر الكلام في ( أرأيتك ) في الأنعام .

قال تعالى : ( قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ( 63 ) واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ( 64 ) ) .

قوله تعالى : ( جزاء ) : مصدر ; أي تجزون جزاء .

وقيل : هو حال موطئة . وقيل : هو تمييز .

( من استطعت ) : " من " استفهام في موضع نصب باستطعت ; أي من استطعت منهم استفزازه . ويجوز أن تكون بمعنى الذي .

( ورجلك ) : يقرأ بسكون الجيم ، وهم الرجالة . ويقرأ بكسرها ، وهو فعل من رجل يرجل ، إذا صار راجلا .

ويقرأ " ورجالك " ; أي بفرسانك ورجالك .

( وما يعدهم ) : رجوع من الخطاب إلى الغيبة .

قال تعالى : ( ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما ( 66 ) ) .

قوله تعالى : ( ربكم ) : مبتدأ ، و " الذي " وصلته : الخبر .

وقيل : هو صفة لقوله : ( الذي فطركم ) [ الإسراء : 51 ] ، أو بدل منه ; وذلك جائز وإن تباعد ما بينهما .

[ ص: 133 ] قال تعالى : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ( 67 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا إياه ) : استثناء منقطع . وقيل : هو متصل خارج على أصل الباب .

قال تعالى : ( أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ( 68 ) ) .

قوله تعالى : ( أن يخسف ) : يقرأ بالنون والياء ، وكذلك نرسل ونعيدكم ونغرقكم .

( بكم ) : حال من " جانب البر " أي نخسف جانب البر وأنتم .

وقيل : الباء متعلقة بنخسف ; أي بسببكم .

قال تعالى : ( أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ( 69 ) ) .

قوله تعالى : ( به تبيعا ) : يجوز أن تتعلق الباء بتبيع ، وبتجدوا ، وأن تكون حالا من " تبيعا " .

قال تعالى : ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ( 71 ) ) .

قوله تعالى : ( يوم ندعوا ) : فيه أوجه :

أحدها : هو ظرف لما دل عليه قوله : " ولا يظلمون فتيلا " تقديره : لا يظلمون يوم ندعو .

والثاني : أنه ظرف لما دل عليه قوله : ( متى هو ) : [ الإسراء : 51 ] والثالث : هو ظرف لقوله : ( فتستجيبون ) [ الإسراء : 52 ] والرابع : هو بدل من " يدعوكم " . والخامس : هو مفعول ; أي اذكروا يوم ندعو .

وقرأ الحسن بياء مضمومة وواو بعد العين ، ورفع كل ; وفيه وجهان ; أحدهما : أنه أراد يدعى ، ففخم الألف فقلبها واوا . والثاني : أنه أراد يدعون ، وحذف النون . و " كل " بدل من الضمير .

[ ص: 134 ] ( بإمامهم ) : فيه وجهان :

أحدهما : هو متعلق بندعو ; أي نقول يا أتباع موسى ، ويا أتباع محمد عليهما الصلاة والسلام . أو يا أهل الكتاب ، يا أهل القرآن . والثاني : هي حال تقديره : مختلطين بنبيهم ، أو مؤاخذين .

التالي السابق


الخدمات العلمية