صفحة جزء
قال تعالى : ( وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ( 60 ) ) .

قوله تعالى : ( وإذ قال ) : أي واذكر . ( لا أبرح ) : فيه وجهان ; أحدهما : هي الناقصة ، وفي اسمها وخبرها وجهان ; أحدهما : خبرها محذوف ; أي لا أبرح أسير . والثاني : الخبر " حتى أبلغ " والتقدير : لا أبرح سيري ; ثم حذف الاسم ، وجعل ضمير المتكلم عوضا منه ، فأسند الفعل إلى المتكلم .

[ ص: 154 ] والوجه الآخر : هي التامة والمفعول محذوف ; أي لا أفارق السير حتى أبلغ كقولك : لا أبرح المكان ; أي لا أفارقه .

( أو أمضي ) : في " أو " وجهان :

أحدهما : هي لأحد الشيئين ; أي أسير حتى يقع إما بلوغ المجمع ، أو مضي الحقب . والثاني : أنها بمعنى إلا أن ; أي إلا أن أمضي زمانا أتيقن معه فوات مجمع البحرين . والمجمع : ظرف . ويقرأ بكسر الميم الثانية حملا على المغرب والمطلع .

قال تعالى : ( فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا ( 61 ) ) قوله تعالى : ( سبيله ) : الهاء تعود على الحوت .

و ( في البحر ) : يجوز أن يتعلق باتخذ ، وأن يكون حالا من السبيل ، أو من " سربا " .

قال تعالى : ( قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا ( 63 ) ) .

قوله تعالى : ( أن أذكره ) : في موضع نصب بدلا من الهاء في أنسانيه ; أي ما أنساني ذكره ، وكسر الهاء وضمها جائزان . وقد قرئ بهما .

( عجبا ) : مفعول ثان لاتخذ . وقيل : هو مصدر ; أي قال موسى : عجبا ; فعلى هذا يكون المفعول الثاني لاتخذ : " في البحر " .

قال تعالى : ( قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ( 6 ) .

قوله تعالى : ( نبغي ) : الجيد إثبات الياء ، وقد قرئ بحذفها على التشبيه بالفواصل ; وسهل ذلك أن الياء لا تضم هاهنا .

( قصصا ) : مصدر " فارتدا " على المعنى . وقيل : هو مصدر فعل محذوف ; أي يقصان قصصا . وقيل : هو في موضع الحال ; أي مقتصين ، و " علما " : مفعول به ، ولو كان مصدرا لكان تعليما .

[ ص: 155 ] قال تعالى : ( قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ( 66 ) ) .

قوله تعالى : ( على أن تعلمني ) : هو في موضع الحال ; أي أتبعك بإذلالي ، والكاف صاحب الحال .

و ( رشدا ) : مفعول تعلمن .

ولا يجوز أن يكون مفعول " علمت " لأنه لا عائد إذن على الذي ; وليس بحال من العائد المحذوف ; لأن المعنى على ذلك يبعد .

والرشد والرشد لغتان ، وقد قرئ بهما .

قال تعالى : ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ( 68 ) ) .

قوله تعالى : ( خبرا ) : مصدر ; لأن تحيط بمعنى تخبر .

قال تعالى : ( قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ( 70 ) ) .

قوله تعالى : ( تسألني ) : يقرأ بسكون اللام وتخفيف النون وإثبات الياء . وبفتح اللام وتشديد النون ، ونون الوقاية محذوفة . ويجوز أن تكون النون الخفيفة دخلت على نون الوقاية . ويقرأ بفتح النون وتشديدها .

قال تعالى : ( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ( 71 ) ) .

قوله تعالى : ( لتغرق أهلها ) : يقرأ بالتاء على الخطاب مشددا ومخففا ، وبالياء وتسمية الفاعل .

التالي السابق


الخدمات العلمية