صفحة جزء
[ ص: 156 ] قال تعالى : ( قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ( 73 ) ) .

قوله تعالى : ( عسرا ) هو مفعول ثان لترهق ; لأن المعنى لا تولني أو تغشني .

قال تعالى : ( فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ( 74 ) ) .

قوله تعالى : ( بغير نفس ) : الباء تتعلق بقتلت ; أي قتلته بلا سبب .

ويجوز أن يتعلق بمحذوف ; أي قتلا بغير نفس . وأن تكون في موضع الحال ; أي قتلته ظالما أو مظلوما .

والنكر والنكر لغتان قد قرئ بهما . و ( شيئا ) : مفعول ; أي أتيت شيئا منكرا .

ويجوز أن يكون مصدرا ; أي مجيئا منكرا .

قال تعالى : ( قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ( 76 ) ) .

قوله تعالى : ( من لدني ) : يقرأ بتشديد النون ، والاسم لدن ، والنون الثانية وقاية . وبتخفيفها ، وفيه وجهان :

أحدهما : هو كذلك ، إلا أنه حذف نون الوقاية ، كما قالوا : قدني وقدي . والثاني أصله لد ، وهي لغة فيها ، والنون للوقاية .

و ( عذرا ) : مفعول به ، كقولك : بلغت الغرض .

قال تعالى : ( فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا ( 77 ) ) .

قوله تعالى : ( استطعما أهلها ) : هو جواب إذا ، وأعاد ذكر الأهل توكيدا .

( أن ينقض ) : بالضاد المعجمة المشددة من غير ألف ; وهو من السقوط ، شبه بانقضاض الطائر .

[ ص: 157 ] ويقرأ بالتخفيف على ما لم يسم فاعله من النقض .

ويقرأ بالألف والتشديد مثل يحمار .

ويقرأ كذلك بغير تشديد ، وهو من قولك : انقاض البناء ; إذا تهدم ; وهو ينفعل .

ويقرأ بالضاد مشددة من قولك : انقاضت السن ، إذا انكسرت . .

( لاتخذت ) : يقرأ بكسر الخاء مخففة ، وهو من تخذ يتخذ ، إذا عمل شيئا .

ويقرأ بالتشديد وفتح الخاء ، وفيه وجهان ; أحدهما : هو افتعل من تخذه .

والثاني : أنه من الأخذ وأصله ايتخذ ، فأبدلت الياء تاء وأدغمت ، وأصل الياء الهمزة .

قال تعالى : ( قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ( 78 ) ) .

قوله تعالى : ( فراق بيني ) : الجمهور على الإضافة ; أي تفريق وصلنا .

ويقرأ بالتنوين ، و " بين " منصوب على الظرف .

قال تعالى : ( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ( 79 ) ) .

قوله تعالى : ( غصبا ) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال ، أو مصدر أخذ من معناه .

قوله تعالى : ( مؤمنين ) : خبر كان . ويقرأ شاذا بالألف ، على أن في كان ضمير الغلام أو الشأن ، والجملة بعدها خبرها .

قال تعالى : ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ( 81 ) ) .

قوله تعالى : ( زكاة ) : تمييز ، والعامل " خيرا منه " .

و ( رحما ) : كذلك . والتسكين والضم لغتان .

التالي السابق


الخدمات العلمية