صفحة جزء
قال تعالى : ( وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ( 19 ) ) .

قوله تعالى : ( ومن عنده ) : فيه وجهان ; أحدهما : أن تكون " من " معطوفة على " من " الأولى ، والأولى مبتدأ ، و " له " الخبر ; أو هي مرفوعة بالظرف ; فعلى هذا " لا يستكبرون " : حال ; إما من " من " الأولى ، أو الثانية على قول من رفع بالظرف ، أو من الضمير في الظرف الذي هو الخبر ، أو من الضمير في عنده . والوجه الثاني : أن تكون " من " الثانية مبتدأ ، و " لا يستكبرون " الخبر .

[ ص: 202 ] قال تعالى : ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ( 20 ) ) .

قوله تعالى : ( يسبحون ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل قبلها .

و ( لا يفترون ) : حال من ضمير الفاعل في " يسبحون " .

قال تعالى : ( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون ( 21 ) ) .

قوله تعالى : ( من الأرض ) : هو صفة لآلهة ; أو متعلق باتخذوا ، على معنى ابتداء غاية الاتخاذ .

قال تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ( 22 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا الله ) : الرفع على أن " إلا " صفة بمعنى غير ; ولا يجوز أن يكون بدلا ; لأن المعنى يصير إلى قولك : لو كان فيهما الله لفسدتا ; ألا ترى أنك لو قلت : ما جاءني قومك إلا زيد ، على البدل لكان المعنى : جاءني زيد وحده .

وقيل : يمتنع البدل ، لأن ما قبلها إيجاب ; ولا يجوز النصب على الاستثناء لوجهين ; أحدهما : أنه فاسد في المعنى ; وذلك أنك إذا قلت : لو جاءني القوم إلا زيدا لقتلتهم - كان معناه أن القتل لكون زيد مع القوم ، فلو نصبت في الآية لكان المعنى إن فساد السماوات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة ، وفي ذلك إثبات إله مع الله .

وإذا رفعت على الوصف لا يلزم مثل ذلك ; لأن المعنى : لو كان فيهما غير الله لفسدتا .

والوجه الثاني : أن آلهة هنا نكرة ; والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين ; لأنه لا عموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء .

قال تعالى : ( أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( 24 ) ) .

قوله تعالى : ( ذكر من معي ) : الجمهور على الإضافة .

وقرئ بالتنوين على أن تكون " من " في موضع نصب بالمصدر .

ويجوز أن تكون في موضع رفع على إقامة المصدر مقام ما لم يسم فاعله .

[ ص: 203 ] ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الميم . والتقدير : هذا ذكر من كتاب معي ، ومن كتاب قبلي ، ونحو ذلك فحذف الموصوف .

قوله تعالى : ( الحق ) : الجمهور على النصب بالفعل قبله .

وقرئ بالرفع على تقدير حذف مبتدأ .

قال تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ( 26 ) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ( 27 ) ) قوله تعالى : ( بل عباد ) : أي هم عباد .

( مكرمون ) بالتخفيف والتشديد .

و ( يسبقونه ) : صفة في موضع رفع .

قال تعالى : ( ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ( 29 ) ) .

قوله تعالى : ( فذلك ) : في موضع رفع بالابتداء .

وقيل : في موضع نصب بفعل دل عليه " نجزيه " والجملة جواب الشرط .

و ( كذلك ) : في موضع نصب بـ " نجزي " أي جزاء مثل ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية