صفحة جزء
قال تعالى : ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ( 5 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا الذين تابوا ) : هو استثناء من الجمل التي قبلها عند جماعة ، ومن الجملة التي تليها عند آخرين ، وموضع المستثنى نصب على أصل الباب . وقيل : موضعه جر على البدل من الضمير في " لهم " .

وقيل : موضعه رفع بالابتداء ، والخبر " فإن الله " وفي الخبر ضمير محذوف ; أي غفور لهم .

قال تعالى : ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ( 6 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا أنفسهم ) : هو نعت لشهداء ، أو بدل منه .

ولو قرئ بالنصب لجاز على أن يكون خبر كان ، أو على الاستثناء . وإنما كان الرفع أقوى ; لأن " إلا " هنا صفة للنكرة كما ذكرنا في سورة الأنبياء في قوله تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) [ الأنبياء : 22 ] .

( فشهادة أحدهم ) : المصدر مضاف إلى الفاعل . وفي رفعه وجهان ; أحدهما : هو خبر مبتدأ محذوف ; أي فالواجب شهادة أحدهم . والثاني : هو مبتدأ ، والخبر محذوف ; أي فعليهم شهادة أحدهم .

و ( أربع ) بالنصب على المصدر ; أي أن يشهد أحدهم أربع .

و ( بالله ) : يتعلق بشهادات عند البصريين ; لأنه أقرب ; وبـ " شهادة " عند الكوفيين ; لأنه أول العاملين .

و ( إنه ) وما عملت فيه : معمول شهادات ، أو شهادة على ما ذكرنا ; أي يشهد على أنه صادق ; ولكن العامل علق من أجل اللام في الخبر ; ولذلك كسرت إن .

وموضعه إما نصب ، أو جر على اختلاف المذهبين في " أن " إذا حذف منه الجار .

ويقرأ " أربع " بالرفع على أنه خبر المبتدأ ، وعلى هذا لا يبقى للمبتدأ عمل فيما بعد الخبر ، لئلا يفصل بين الصلة والموصول ; فيتعين أن تعمل شهادات فيما بعدها .

[ ص: 245 ] قال تعالى : ( والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ( 7 ) ) .

قوله تعالى : ( والخامسة ) أي والشهادة الخامسة ، وهو مبتدأ ، والخبر " أن لعنة الله " .

ويقرأ بتخفيف " أن " وهي المخففة من الثقيلة ، واسمها محذوف .

و ( من الكاذبين ) : خبر " أن " على قراءة التشديد ، وخبر " لعنة " على قراءة التخفيف .

ويقرأ " والخامسة " - بالنصب - على تقدير : ويشهد الخامسة ; ويكون التقدير : بأن لعنة الله ; ويجوز أن يكون بدلا من الخامسة .

قال تعالى : ( ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ( 8 ) ) .

قوله تعالى : ( أن تشهد ) : هو فاعل يدرأ .

و ( بالله ) : يتعلق بشهادات ، أو بأن تشهد ، كما ذكرنا في الأولى .

قال تعالى : ( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ( 9 ) ) .

قوله تعالى : ( والخامسة أن غضب الله عليها ) : هو مثل الخامسة الأولى ، ويقرأ " أن " بالتشديد ، و " أن " بالتخفيف ، و " غضب " بالرفع ; ويقرأ غضب ، على أنه فعل .

قال تعالى : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم ( 10 ) ) .

قوله تعالى : ( ولولا فضل الله ) : جواب " لولا " محذوف ، تقديره : لهلكتم ، أو لخرجتم ، ومثله رأس العشرين من هذه السورة .

قال تعالى : ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ( 11 ) ) .

[ ص: 246 ] قوله تعالى : ( عصبة منكم ) : هي خبر " إن " ومنكم نعت لها ، وبه أفاد الخبر .

قوله تعالى : ( لا تحسبوه ) : مستأنف ، والهاء ضمير الإفك ، أو القذف .

و ( كبره ) بالكسر بمعنى معظمه ، وبالضم من قولهم : الولاء للكبر ، وهو أكبر ولد الرجل ; أي تولى أكبره .

التالي السابق


الخدمات العلمية