صفحة جزء
قال تعالى : ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ( 33 ) ) .

قوله تعالى : ( جئناك بالحق ) : أي بالمثل الحق ، أو بمثل أحسن تفسيرا من تفسير مثلهم .

[ ص: 262 ] قال تعالى : ( الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا ( 34 ) ) .

قوله تعالى : ( الذين يحشرون ) : يجوز أن يكون التقدير : هم الذين ، أو أعني الذين .

و ( أولئك ) : مستأنف ، ويجوز أن يكون " الذين " مبتدأ ، و " أولئك " خبره .

قال تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ( 35 ) ) .

قوله تعالى : ( هارون ) : هو بدل .

قال تعالى : ( فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا ( 36 ) وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما ( 37 ) وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ( 38 ) وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا ( 39 ) ) .

قوله تعالى : ( فدمرناهم ) : يقرأ : " فدمرناهم " وهو معطوف على اذهبا ، والقراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره : فذهبا فأنذرا فكذبوهما فدمرناهم .

( وقوم نوح ) : يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله ؛ أي ودمرنا قوم نوح .

و ( أغرقناهم ) : تبيين للتدمير ؛ ويجوز أن يكون التقدير : وأغرقنا قوم نوح .

( وعادا ) : أي ودمرنا ، أو أهلكنا عادا .

( وكلا ) : معطوف على ما قبله ؛ ويجوز أن يكون التقدير : وذكرنا كلا ؛ لأن " ضربنا له الأمثال " في معناه .

وأما ( كلا ) الثانية فمنصوبة بـ ( تبرنا ) لا غير .

قال تعالى : ( ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا ( 40 ) ) .

قوله تعالى : ( مطر السوء ) : فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن يكون مفعولا به ثانيا ؛ والأصل أمطرت القرية مطرا ؛ أي أوليتها أو أعطيتها . والثاني : أن يكون مصدرا محذوف الزوائد ؛ أي إمطار السوء . والثالث : أن يكون نعتا لمحذوف ؛ أي إمطارا مثل مطر السوء .

قال تعالى : ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا ( 41 ) ) .

قوله تعالى : ( هزوا ) أي مهزوا به ؛ وفي الكلام حذف ، تقديره : يقولون " أهذا " والمحذوف حال ، والعائد إلى " الذي " محذوف ؛ أي بعثه .

[ ص: 263 ] و ( رسولا ) : يجوز أن يكون بمعنى : " مرسل " وأن يكون مصدرا حذف منه المضاف ؛ أي ذا رسول ، وهو الرسالة .

قال تعالى : ( إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ( 42 ) ) .

قوله تعالى : ( إن كاد ) : هي مخففة من الثقيلة ، قد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر .

قوله تعالى : ( من أضل ) : هو استفهام .

قال تعالى : ( وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا ( 47 ) ) .

و ( نشورا ) : قد ذكر في الأعراف .

قال تعالى : ( لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ( 49 ) ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ( 50 ) ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا ( 51 ) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ( 52 ) ) قوله تعالى : ( لنحيي به ) : اللام متعلقة بأنزلنا ، ويضعف تعلقها بطهور ؛ لأن الماء ما طهر لنحيي .

( مما خلقنا ) : في موضع نصب على الحال من " أنعاما وأناسي " والتقدير : أنعاما مما خلقنا .

ويجوز أن يتعلق " من " بـ " نسقيه " لابتداء الغاية ، كقولك : أخذت من زيد مالا ؛ فإنهم أجازوا فيه الوجهين .

وأناسي : أصله أناسين ، جمع إنسان ، كسرحان وسراحين ، فأبدلت النون فيه ياء وأدغمت .

وقيل : هو جمع إنسي على القياس .

والهاء في " صرفناه " للماء . والهاء في " به " للقرآن .

التالي السابق


الخدمات العلمية