صفحة جزء
سورة المنافقون .

بسم الله الرحمن الرحيم .

قال تعالى : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ( 4 ) ) .

قوله تعالى : ( كأنهم ) : الجملة حال من الضمير المجرور في " قولهم " .

وقيل : هي مستأنفة .

و ( خشب ) : بالضم والإسكان : جمع خشب ، مثل أسد وأسد . ويقرأ بفتحتين ، والواحدة خشبة . ويحسبون حال من معنى الكلام . وقيل : مستأنف .

قال تعالى : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ( 5 ) ) [ ص: 455 ] ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ( 6 ) ) قوله تعالى : ( رسول الله ) : العامل فيه : " يستغفر " ولو أعمل تعالوا لقال : إلى رسول الله ، أو كان ينصب . و ( لووا ) بالتخفيف ، والتشديد وهو ظاهر .

والهمزة في " أستغفرت لهم " مفتوحة ، همزة قطع ، وهمزة الوصل محذوفة وقد وصلها قوم على أنه حذف الاستفهام لدلالة أم عليه .

قال تعالى : ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . . . ( 8 ) ) .

قوله تعالى : ( ليخرجن ) : يقرأ على تسمية الفاعل والتشديد ، و " الأعز " : فاعل ، و " الأذل " : مفعول . ويقرأ على ترك التسمية ، والأذل - على هذا : حال ، والألف واللام زائدة ، أو يكون مفعول حال محذوفة ؛ أي مشبها الأذل .

قال تعالى : ( وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ( 10 ) ) .

قوله تعالى : ( وأكون ) : بالنصب عطفا على ما قبله ، وهو جواب الاستفهام . ويقرأ بالجزم حملا على المعنى . والمعنى : إن أخرتني أكن . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية