صفحة جزء
قال تعالى : ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ( 205 ) ) .

قوله تعالى : ( ليفسد ) : اللام متعلقة بسعى .

( ويهلك ) : بضم الياء وكسر اللام وفتح الكاف معطوف على يفسد ، هذا هو المشهور . وقرئ بضم الكاف أيضا على الاستئناف ، أو على إضمار مبتدأ ; أي وهو يهلك .

وقيل : هو معطوف على يعجبك . وقيل : هو معطوف على معنى سعى ; لأن التقدير : وإذا تولى يسعى .

ويقرأ بفتح الياء وكسر اللام وضم الكاف ورفع الحرث والتقدير : ويهلك الحرث بسعيه . وقرئ بفتح الياء واللام ، وهي لغة ضعيفة جدا .

و ( الحرث ) : مصدر حرث يحرث ، وهو هاهنا بمعنى المحروث .

( والنسل ) : كذلك بمعنى المنسول .

قال تعالى : ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ( 206 ) ) .

قوله تعالى : ( العزة بالإثم ) : في موضع نصب على الحال من العزة ; والتقدير : أخذته العزة ملتبسة بالإثم ، ويجوز أن تكون حالا من الهاء ; أي أخذته العزة آثما .

[ ص: 137 ] ويجوز أن تكون الباء للسببية فيكون مفعولا به ; أي أخذته العزة بسبب الإثم .

( فحسبه ) : مبتدأ ، و : ( جهنم ) : خبره .

وقيل : جهنم فاعل حسبه ، لأن حسبه في معنى اسم الفاعل ; أي كافيه ، وقد قرئ بالفاء الرابطة للجملة بما قبلها وسد الفاعل مسد الخبر وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل . ( ولبئس المهاد ) : المخصوص بالذم محذوف ; أي ولبئس المهاد جهنم .

قال تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد ( 207 ) ) .

قوله تعالى : ( ابتغاء مرضاة الله ) : الجمهور على تفخيم مرضاة .

وقرئ بالإمالة لتجانس كسرة التاء . وإذا اضطر حمزة هنا إلى الوقف وقف بالتاء ، وفيه وجهان : أحدهما : هو لغة في الوقف على تاء التأنيث حيث كانت .

والثاني : أنه دل بالوقف على التاء على إرادة المضاف إليه ، فهو في تقدير الوصل .

قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( 208 ) ) .

قوله تعالى : ( في السلم ) : يقرأ بكسر السين وفتحها مع إسكان اللام وبفتح السين واللام ; وهو الصلح ، ويذكر ويؤنث ومنه قوله تعالى : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) [ الأنفال : 61 ] . ومنهم من قال الكسر بمعنى الإسلام ; والفتح بمعنى الصلح .

( كافة ) : حال من الفاعل في ادخلوا . وقيل : هو حال من السلم ; أي في السلم من جميع وجوهه .

[ ص: 138 ] قال تعالى : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور ( 210 ) ) .

قوله تعالى : ( هل ينظرون ) : لفظه لفظ الاستفهام ، ومعناه النفي ولهذا جاءت بعده إلا . ( في ظلل ) : يجوز أن يكون ظرفا ، وأن يكون حالا ، والظلل جمع ظلة .

ويقرأ : في ظلال ; قيل : هو جمع ظل وقيل : جمع ظلة أيضا مثل خلة وخلال وقلة وقلال . ( من الغمام ) : يجوز أن يكون وصفا لظلل ; ويجوز أن تتعلق من بيأتيهم ; أي يأتيهم من ناحية الغمام . والغمام جمع غمامة . ( والملائكة ) : يقرأ بالرفع عطفا على اسم الله ، وبالجر عطفا على ظلل ، ويجوز أن يعطف على الغمام .

التالي السابق


الخدمات العلمية