قال تعالى : (
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ( 223 ) ) .
قوله تعالى : (
حرث لكم ) : إنما أفرد الخبر والمبتدأ جمع ; لأن الحرث مصدر وصف به وهو في معنى المفعول ; أي محروثات .
(
أنى شئتم ) : أي كيف شئتم ، وقيل : متى شئتم ، وقيل : من أين شئتم بعد أن يكون في الموضع المأذون فيه والمفعول محذوف ; أي شئتم الإتيان .
ومفعول (
قدموا ) محذوف تقديره : نية الولد ، أو نية الإعفاف .
(
وبشر ) : خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - لجري ذكره في قوله يسألونك .
قال تعالى : (
ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ( 224 ) ) .
قوله تعالى : (
أن تبروا ) : في موضع نصب مفعول من أجله ; أي مخافة أن تبروا . وعند الكوفيين لئلا تبروا ، وقال
أبو إسحاق : هو في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ; أي أن تبروا وتتقوا خير لكم . وقيل التقدير : في أن تبروا ، فلما حذف حرف الجر نصب ; وقيل : هو في موضع جر بالحرف المحذوف .
قال تعالى : (
لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم ( 225 ) ) .
قوله تعالى : (
في أيمانكم ) : يجوز أن تتعلق " في " بالمصدر ، كما تقول لغا في يمينه ، ويجوز أن يكون حالا منه تقديره : باللغو كائنا في أيمانكم ، ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو أتيت بالذي لكان المعنى مستقيما ، وكان صفة كقولك باللغو الذي في أيمانكم .
(
بما كسبت ) : يجوز أن تكون " ما " مصدرية فلا تحتاج إلى ضمير ، وأن تكون بمعنى الذي أو نكرة موصوفة فيكون العائد محذوفا .
[ ص: 146 ] قال تعالى : (
للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ( 226 ) ) .
قوله تعالى :
للذين يؤلون اللام متعلقة بمحذوف ، وهو الاستقرار ، وهو خبر ، والمبتدأ "
تربص " . وعلى قول
الأخفش هو فعل وفاعل .
وأما ( من ) فقيل : يتعلق بيؤلون يقال آلى من امرأته وعلى امرأته وقيل : الأصل على ، ولا يجوز أن يقام من مقام على ، فعند ذلك تتعلق من بمعنى الاستقرار ، وإضافة التربص إلى الأشهر إضافة المصدر إلى المفعول فيه في المعنى ، وهو مفعول به على السعة والألف في : فاءوا منقلبة عن ياء لقولك فاء يفي فيئة .
قال تعالى : (
وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ( 227 ) ) .
قوله تعالى : (
وإن عزموا الطلاق ) : أي على الطلاق ، فلما حذف الحرف نصب ، ويجوز أن يكون حمل عزم على نوى فعداه بغير حرف ، والطلاق اسم للمصدر ، والمصدر التطليق .