صفحة جزء
( الثاني ) : يعذب من يشاء في البقرة أدغم الباء منه في الميم أبو عمرو والكسائي وخلف . واختلف عن ابن كثير وحمزة وقالون فأما ابن كثير فقطع له في التبصرة والكافي ، والعنوان ، والتذكرة ، وتلخيص العبارات بالإدغام بلا خلاف ، وقطع لقنبل بالإدغام وجها واحدا في الإرشاد والمستنير ، والكامل ، والحافظ أبو العلاء والهذلي وسبط الخياط في كفايته ، وقطع به للبزي وجها واحدا في الهداية والهادي ، وقطع به له من طريق أبي ربيعة صاحب المستنير والمبهج ، وقطع به لقنبل من طريق ابن مجاهد أبو العز وسبط الخياط في مبهجه وهو طريق ابن الحباب وابن بنان وعليه الجمهور عن ابن كثير .

وقطع بالإظهار للبزي صاحب الإرشاد ، ورواه من طريق ابن مجاهد وفي الكفاية الكبرى للنقاش عن أبي ربيعة للبزي ولقنبل عن ابن مجاهد وأطلق الخلاف عن ابن كثير بكماله صاحب التيسير ، وتبعه على ذلك الشاطبي . والذي تقتضيه طرقهما هو الإظهار وذلك أن الداني نص على الإظهار في جامع البيان لابن كثير من رواية ابن مجاهد عن قنبل ومن رواية النقاش عن أبي ربيعة ، هذا لفظه وهاتان الطريقتان هما اللتان في التيسير ، والشاطبية ، ولكن لما كان الإدغام لابن كثير هو الذي عليه الجمهور أطلق الخلاف في التيسير له ليجمع بين الرواية وما عليه الأكثرون وهو مما خرج فيه عن طرقه وتبعه على ذلك الشاطبي ، والوجهان عن ابن كثير صحيحان - والله أعلم - .

وأما حمزة فروى له الإدغام المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين . وروى له الإظهار وجها واحدا صاحب العنوان وصاحب المبهج . وقطع له صاحب الكامل في رواية خلف وفي رواية خلاد من طريق الوزان . وكذلك هو في التجريد لخلاد من قراءته على عبد الباقي . والخلاف عنه في روايتيه جميعا في المستنير وغاية ابن مهران وممن

[ ص: 11 ] نص على الإظهار محمد بن عيسى عن خلاد وابن جبير كلاهما عن سليم . والوجهان صحيحان - والله أعلم - .

وأما قالون فروى عنه الإدغام الأكثرون من طريق أبي نشيط وهو رواية المغاربة قاطبة عن قالون . وهو الذي عنه في التجريد من جميع طرقه . وروى عنه الإظهار من طريقيه صاحب الإرشاد وسبط الخياط في كفايته ، ومن طريق الحلواني صاحب المستنير والكفاية الكبرى ، والمبهج والكامل ، والجمهور وكلاهما صحيح - والله أعلم - .

وقرأ الباقون من الجازمين بالإظهار وجها واحدا وهو ورش وحده ، ووقع في الكامل أنه لخلف في اختياره وهو وهم ، وكذلك ظاهر المبهج للكسائي وهو سهو قلم - والله أعلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية