صفحة جزء
10261 وأما الحديث الذي ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ، ثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو ، أنا ابن وهب ، أنا عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه أن بسر بن سعيد حدثه عن معمر بن عبد الله أنه أرسل غلامه بصاع قمح ، قال : بع ثم اشتر به شعيرا ، فذهب فأخذ صاعا وزيادة بعض صاع ، فلما جاء معمر أخبره بذلك ، فقال له معمر : لم فعلت ذلك ؟ انطلق فرده ولا تأخذن إلا مثلا بمثل ، فإني كنت أسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الطعام بالطعام مثلا بمثل " . وكان طعامنا يومئذ شعيرا . قيل فإنه ليس مثله ، قال : فإني أخاف أن يضارع . رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وغيره . فهذا الذي كرهه معمر بن عبد الله خوف الوقوع في الربا احتياطا من جهته لا رواية ، والرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عامة تحتمل الأمرين جميعا ، أن يكون أراد الجنس الواحد دون الجنسين أو هما معا ، فلما جاء عبادة بن الصامت بقطع أحد الاحتمالين نصا وجب المصير إليه ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية