صفحة جزء
11277 كتاب القراض .

( أخبرنا ) أبو بكر : أحمد بن الحسن ، وأبو زكريا : يحيى بن إبراهيم ، قالا : ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع ، أنبأ الشافعي ، أنبأ مالك ، ( ح وأخبرنا ) أبو أحمد : عبد الله بن محمد بن الحسن العدل ، ثنا أبو بكر : محمد بن جعفر المزكي ، ثنا أبو عبد الله : محمد بن إبراهيم البوشنجي ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، ثنا مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : أنه قال : خرج عبد الله ، وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق ، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري ، فرحب بهما وسهل وهو أمير البصرة ، فقال : لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت ، ثم قال : بلى ها هنا مال من مال الله أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين ، فأسلفكماه ، فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ، فتبيعانه بالمدينة ، فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح ، فقالا : وددنا ، ففعلا ، فكتب إلى عمر - رضي الله عنه - أن يأخذ منهما المال ، فلما قدما المدينة باعا وربحا ، فلما رفعا ذلك إلى عمر - رضي الله عنه - قال : أكل الجيش أسلفه كما أسلفكما ؟ قالا : لا ، قال عمر - رضي الله عنه - : ابنا أمير المؤمنين ، فأسلفكما أديا المال وربحه ، فأما عبد الله فسلم ، وأما عبيد الله ، فقال : لا ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا لو هلك المال أو نقص لضمناه ، قال : أدياه . فسكت عبد الله ، وراجعه عبيد الله ، فقال رجل من جلساء عمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضا ، فقال : قد جعلته قراضا ، فأخذ عمر - رضي الله عنه - المال ونصف ربحه ، وأخذ عبد الله ، [ ص: 111 ] وعبيد الله نصف ربح المال . معنى حديثهما سواء ، إلا أن الشافعي قال في روايته : فلما قفلا مرا على عامل لعمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية