صفحة جزء
11312 ( أخبرنا ) السيد أبو الحسن : محمد بن الحسين بن داود العلوي - رحمه الله - ، أنبأ أبو حامد : أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، ثنا محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن صالح بن كيسان ، ثنا نافع أن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بينما ثلاثة رهط يتمشون أخذهم المطر ، فأووا إلى غار في جبل ، فبينا هم فيه حطت صخرة من الجبل ، فأطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أفضل أعمال عملتموها لله تعالى فسلوه بها لعله يفرج بها عنكم . فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان كبيران ، وكانت لي امرأة وولد صغار ، وكنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم بدأت بأبوي ، فسقيتهما ، فنأى بي يوما الشجر فلم آت حتى نام أبواي ، فطيبت الإناء ، ثم حلبت فيه ، ثم قمت بحلابي عند رأس أبوي ، والصبية يتضاغون عند رجلي أكره أن أبدأ بهم قبل أبوي ، وأكره أن أوقظهما من نومهما فلم أزل كذلك قائما حتى أضاء الفجر . اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء ، ففرج لهم فرجة رأوا منها السماء . وقال الآخر : اللهم إنها كانت لي ابنة عم ، فأحببتها حتى كانت أحب الناس إلي ، فسألتها نفسها ، فقالت : لا ، حتى تأتيني بمائة دينار ، فسعيت حتى جمعت مائة دينار ، فأتيتها بها ، فلما كنت بين رجليها ، قالت : اتق الله ، لا تفتح الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها . اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ، ففرج لهم منها فرجة . وقال الثالث : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق ذرة ، فلما قضى عمله عرضته عليه ، فأبى أن يأخذه ، فرغب عنه فلم أزل أعتمل به حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ، فجاءني ، فقال : اتق الله وأعطني حقي ، ولا تظلمني ، فقلت له : اذهب إلى تلك البقر ورعائها ، فخذها ، [ ص: 118 ] فقال : اتق الله ، ولا تهزأ بي ، فقلت : إني لا أهزأ بك اذهب إلى تلك البقر ورعائها ، فخذها ، فذهب ، فاستاقها . اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما بقي منها ، ففرج الله - عز وجل - عنهم ، فخرجوا يتماشون " . رواه مسلم في الصحيح ، عن زهير بن حرب ، وغيره ، عن يعقوب بن إبراهيم ، وأخرجه البخاري من وجه آخر ، عن نافع .

التالي السابق


الخدمات العلمية