صفحة جزء
117 باب التطهير في أواني المشركين إذا لم يعلم نجاسة .

( أخبرنا ) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران - رحمه الله تعالى - ببغداد ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن عوف ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن عمران بن حصين ، قال : سرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر هو وأصحابه ، فأصابهم عطش شديد ، فأقبل رجلان من أصحابه - أحسبه عليا والزبير ، أو غيرهما - ، قال : " إنكما ستجدان بمكان كذا وكذا امرأة معها بعير عليه مزادتان ، فأتياني بها " . قال : فأتيا المرأة ، فوجداها قد ركبت بين مزادتين على البعير ، فقالا لها : أجيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالت : ومن رسول الله ؟ هذا الصابئ ؟ قالا : هو الذي تعنين ، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقا . فجاءا بها فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل في إناء من مزادتيها ، ثم قال فيه ما شاء الله أن يقول ، ثم أعاد الماء في المزادتين ، ثم أمر بعزلاء المزادتين ففتحت ، ثم أمر الناس فملئوا آنيتهم وأسقيتهم ، فلم يدعوا يومئذ إناء ولا سقاء إلا ملئوه . قال عمران : فكان يخيل إلي أنها لم تزدد إلا امتلاء . قال : فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بثوبها فبسط ، ثم أمر أصحابه ، فجاءوا من زادهم حتى ملئوا لها ثوبها ، ثم قال لها : " اذهبي ، فإنا لم نأخذ من مائك شيئا ، ولكن الله سقانا " . قال : فجاءت أهلها ، فأخبرتهم ، فقالت : جئتكم من عند أسحر الناس : أو إنه لرسول الله حقا . قال : فجاء أهل ذلك الحواء حتى أسلموا كلهم . مخرج في الصحيحين من حديث عوف بن أبي جميلة ، وفيه : فكان آخر ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء ، فقال : " اذهب فأفرغه عليك " . وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها .

( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن عوف ، فذكره بمعناه بزيادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية