صفحة جزء
12375 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا إسماعيل بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن حمزة ، ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن أسامة بن زيد ، عن ابن شهاب ، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال : بينما أنا جالس في أهلي ، حين تمتع النهار ، إذ أتى رسول عمر بن الخطاب ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، فانطلقت حتى أدخل عليه . فذكر الحديث بطوله في محاورة علي وعباس - رضي الله عنهما - فقال عمر : أنا أحدثكم عن هذا الأمر ، إن الله خص رسوله بشيء من هذا الفيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) حتى بلغ ( والله على كل شيء قدير ) فكانت هذه خاصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما احتازها دونكم ، ولا استأثر بها عليكم ، ولكن أعطاكموها وبثها فيكم ، حتى بقي منها هذا المال ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق منها على أهله سنتهم من هذا ، ثم يأخذ ما بقي ، يجعله مجعل مال الله ، فعمل بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته . وذكر باقي الحديث ثم قال أسامة بن زيد : أخبرني محمد بن المنكدر ، عن مالك بن أوس نحو هذا الحديث ، قال ابن شهاب : أخبرني مالك بن أوس أن عمر قال فيما يحتج به : كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة صفايا : بنو النضير ، وخيبر ، وفدك ، فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه ، وأما فدك فكانت لابن السبيل ، وأما خيبر فجزأها ثلاثة أجزاء ، فقسم منها جزئين بين المسلمين ، وحبس جزءا لنفسه ونفقة أهله ، فما فضل عن نفقة أهله رده على فقراء المهاجرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية