صفحة جزء
12479 ( أخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا ابن ملحان ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث بن سعد ، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال الحنفي سيد أهل اليمامة ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ماذا عندك يا ثمامة ؟ . قال : عندي يا محمد خير ، إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان من الغد ، قال له : ما عندك يا ثمامة ؟ . قال : قلت لك : إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أطلقوا ثمامة . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ، ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين كله إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة ، قال له قائل : صبوت يا ثمامة ، فقال : لا ، ولكني أسلمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لا تأتيكم حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا بحر بن نصر قال : قرئ على شعيب بن الليث : أخبرك أبوك . فذكره بمثله ، إلا أنه زاد : حتى كان بعد الغد قال : ما عندك يا ثمامة . فذكر مثل كلامه ، رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة عن الليث .

التالي السابق


الخدمات العلمية