صفحة جزء
12485 باب ما جاء في مفاداة الرجال منهم بالمال

( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، ثنا أحمد بن يونس الضبي ( ح قال : وحدثنا ) إسماعيل [ ص: 321 ] بن أحمد الجرجاني ، ثنا أبو يعلى قالا : ثنا زهير بن حرب ، ثنا عمر بن يونس الحنفي ، ثنا عكرمة بن عمار قال : حدثني أبو زميل هو سماك الحنفي قال : حدثني عبد الله بن عباس قال : حدثني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : لما كان يوم بدر . فذكر القصة ، قال أبو زميل قال ابن عباس : فلما أسروا الأسارى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا بكر وعلي وعمر ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ . فقال أبو بكر : يا نبي الله ، هم بنو العم والعشيرة ، أرى أن تأخذ منهم فدية ، فتكون لنا قوة على الكفار ، فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما ترى يا ابن الخطاب . قلت : لا والله يا رسول الله ، ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكنني من فلان - نسيب لعمر - فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت . فلما كان من الغد جئت ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر قاعدين يبكيان ، قلت : يا رسول الله ، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ، فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت ببكائكما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء ، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة . شجرة قريبة من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عز وجل ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) إلى قوله ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) فأحل الله الغنيمة لهم . رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية