صفحة جزء
12575 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : حدثني عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحنين ، فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم ، أدركه وفد هوازن بالجعرانة ، وقد أسلموا ، فقالوا : يا رسول الله ، لنا أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك ، فامنن علينا ، من الله عليك . قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟ فقالوا : يا رسول الله ، خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا ، أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وإذا أنا صليت بالناس ، فقوموا وقولوا : إنا نستشفع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أبنائنا ونسائنا ، فسأعطيكم عند ذلك ، وأسأل لكم . فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس الظهر ، قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم . فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 337 ] وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الأقرع بن حابس : أما أنا وبنو تميم فلا ، وقال العباس بن مرداس : أما أنا وبنو سليم فلا . فقالت بنو سليم : بل ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم . وقال عيينة بن بدر : أما أنا وبنو فزارة فلا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من أمسك منكم بحقه ، فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء نصيبه ، فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم . ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعه الناس يقولون : يا رسول الله ، اقسم علينا فيئنا ، حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت عنه رداءه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أيها الناس ، ردوا علي ردائي ، فوالذي نفسي بيده ، لو كان لكم عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ، ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا . ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب بعير ، وأخذ من سنامه وبرة ، فجعلها بين إصبعيه ، فقال : أيها الناس ، والله ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم ، فأدوا الخياط والمخيط ، فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة . فجاءه رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر ، فقال : يا رسول الله ، أخذت هذا لأخيط به برذعة بعير لي دبر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما حقي منها لك . فقال الرجل : أما إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي بها ، فرمى بها من يده .

التالي السابق


الخدمات العلمية