صفحة جزء
12683 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا يحيى بن بكير وعبد الله بن صالح المصريان أن ليث بن سعد حدثهما قال : حدثني عقيل ، عن ابن شهاب قال : زعم عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين ، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم ونساءهم ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : معي من ترون ، وأحب الحديث إلي أصدقه ، فاختاروا إحدى الطائفتين : إما السبي وإما المال ، وقد كنت استأنيت بهم . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف ، فلما تبين لهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير راد إليهم أموالهم إلا إحدى الطائفتين ، قالوا : فإنا نختار سبينا ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءوا تائبين ، وإنني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم ، فمن أحب أن يطيب ذلك فليفعل ، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل . فقال الناس : قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن ؟ فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم . فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ، ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه بأنهم قد طيبوا وأذنوا ، فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن . رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير .

التالي السابق


الخدمات العلمية