صفحة جزء
12715 ( وأخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ، حدثني جدي محمد بن علي ، عن زيد بن علي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هاشم والمطلب كهاتين . وضم أصابعه وشبك بين أصابعه [ ص: 366 ] لعن الله من فرق بينهما ، ربونا صغارا وحملناهم كبارا .

( قال الشيخ ) : وإنما تكلم فيه عثمان وجبير - رضي الله عنهما - لأن عثمان هو ابن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وجبير هو ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، وهاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل كانوا إخوة ، فأعطى سهم ذي القربى بني هاشم وبني المطلب دون بني عبد شمس وبني نوفل ، وقال : إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام ، وإنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد . وفي الرواية المرسلة : ربونا صغارا وحملناهم - أو قال : وحملونا - كبارا . وإنما قال ذلك - والله أعلم - لأن هاشم بن عبد مناف تزوج سلمى بنت عمرو بن لبيد بن حرام من بني النجار بالمدينة ، فولدت له شيبة الحمد ، ثم توفي هاشم وهو معها ، فلما أيفع وترعرع ، خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف ، فأخذه من أمه ، وقدم به مكة ، وهو مردفه على راحلته ، فقيل : عبد ملكه المطلب ، فغلب عليه ذلك الاسم ، فقيل : عبد المطلب ، وحين بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة ، آذاه قومه ، وهموا به ، فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم دونه ، وأبوا أن يسلموه ، فلما عرفت قريش أن لا سبيل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - معهم ، اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم وبني المطلب : أن لا ينكحوهم ، ولا ينكحوا إليهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يبتاعوا منهم ، وعمد أبو طالب فأدخلهم الشعب - شعب أبي طالب - في ناحية من مكة ، وأقامت قريش على ذلك من أمرهم في بني هاشم وبني المطلب سنتين أو ثلاثا ، حتى جهدوا جهدا شديدا ، ثم إن الله تعالى برحمته أرسل على صحيفة قريش الأرضة ، فلم تدع فيها اسما لله إلا أكلته ، وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان ، وأخبر بذلك رسوله ، وأخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا طالب ، واستنصر به أبو طالب على قومه ، وقام هشام بن عمرو بن ربيعة - في جماعة ذكرهم ابن إسحاق في المغازي - بنقض ما في الصحيفة وشقها ، فلذلك جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في سائر العطية بين بني هاشم وبني المطلب ، وقدمهما على بني عبد شمس وبني نوفل ، وإنما وقعت البداية ببني عبد شمس قبل نوفل ، لأن هاشما والمطلب وعبد شمس كانوا إخوة لأب وأم ، وأمهم عاتكة بنت مرة ، ونوفل كان أخاهم لأبيهم ، وأمه واقدة بنت حرمل ، وعبد مناف وعبد العزى وعبد الدار بنو قصي كانوا إخوة ، والبداية بعد بني عبد مناف إنما وقعت ببني عبد العزى ، لأنها كانت قبيلة خديجة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنها بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ، قال : وفيهم أنهم من المطيبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية