صفحة جزء
12778 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق في قصة عدي بن حاتم - رضي الله عنه - ؛ أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقات قومه ، فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اجتمعت عنده إبل عظيمة من صدقاتهم ، فلما ارتد من ارتد من الناس ، وبلغهم أنهم قد ارتجعوا صدقاتهم ، وارتدت بنو أسد وهم جيرانهم ، اجتمعت طيئ إلى عدي بن حاتم ، وذكر القصة ، قال: فلما رأوا منه الجد ، كفوا عنه وسلموا له ، فلما اجتمع المسلمون على أبي بكر - رضي الله عنه - ( خرج بها ، فكانت أول إبل من الصدقة قدمت على أبي بكر - رضي الله عنه ) هي وإبل الزبرقان بن بدر . قال ابن إسحاق : وكان من حديث الزبرقان بن بدر السعدي : أن بني سعد اجتمعوا إليه ، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم ، وأن يصنع بهم ما صنع مالك بن نويرة بقومه ، فأبى ، وتمسك بما في يده ، وثبت على إسلامه ، وقال لا تعجلوا يا قوم فإنه والله ، ليقومن بهذا الأمر قائم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر قصة ، قال: فدفعهم عن نفسه حتى أتاه اجتماع الناس على أبي بكر - رضي الله عنه - فخرج بها وقد تفرق القوم عنه ليلا ، ومعه الرجال يطردونها ، فما علموا به حتى أتاهم أنه قد أداها إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فكانت هذه الإبل التي قدم بها الزبرقان وعدي بن حاتم أول إبل وافت أبا بكر - رضي الله عنه - من إبل الصدقة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ابن إسحاق : وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عدي بن حاتم - رضي الله عنه - على صدقات طيئ ، والزبرقان بن بدر على صدقات بني سعد ، وطليحة بن خويلد على صدقات بني أسد ، وعيينة بن حصن على صدقات بني فزارة ، ومالك بن نويرة على صدقات بني يربوع ، والفجاءة على صدقات بني سليم ، فلما بلغهم [ ص: 11 ] وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندهم أموال كثيرة ، ردوها على أهلها ، إلا عدي بن حاتم والزبرقان بن بدر ، فإنهما تمسكا بها ، ودفعا عنها الناس حتى أدياها إلى أبي بكر - رضي الله عنه - .

التالي السابق


الخدمات العلمية