صفحة جزء
12912 باب لم يكن له إذا لبس لامته أن ينزعها حتى يلقى العدو ولو بنفسه

( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، أنبأ أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ، ثنا أبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، فذكر قصة أحد وإشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين بالمكث في المدينة ، وأن [ ص: 41 ] كثيرا من الناس أبوا إلا الخروج إلى العدو ، قال: ولو تناهوا إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره كان خيرا لهم ، ولكن غلب القضاء والقدر ، قال: وعامة من أشار عليه بالخروج رجال لم يشهدوا بدرا ، وقد علموا الذي سبق لأهل بدر من الفضيلة ، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الجمعة وعظ الناس وذكرهم ، وأمرهم بالجد والاجتهاد ، ثم انصرف من خطبته وصلاته ، فدعا بلامته ، فلبسها ، ثم أذن في الناس بالخروج ، فلما أبصر ذلك رجال من ذوي الرأي ، قالوا: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نمكث بالمدينة ، فإن دخل علينا العدو وقاتلناهم في الأزقة ، وهو أعلم بالله وبما يريد ، ويأتيه الوحي من السماء ، ثم أشخصناه ، فقالوا: يا نبي الله ، أنمكث كما أمرتنا ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لنبي إذا أخذ لامة الحرب ، وأذن في الناس بالخروج إلى العدو أن يرجع حتى يقاتل ، وقد دعوتكم إلى هذا الحديث ، فأبيتم إلا الخروج ، فعليكم بتقوى الله والصبر إذا لقيتم العدو ، وانظروا ما أمرتكم به فافعلوه ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه ، وذكر الحديث . وهكذا رواه موسى بن عقبة عن الزهري ، وكذلك ذكره محمد بن إسحاق بن يسار عن شيوخه من أهل المغازي ، وهو عام في أهل المغازي وإن كان منقطعا ، ( وكتبناه موصولا بإسناد حسن ) .

( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني ابن أبي الزناد ، ( عن أبيه ) ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه " ذو الفقار " يوم بدر ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد - وذلك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأيه أن يقيم بالمدينة ، فيقاتلهم فيها ، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا : تخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد ، ورجوا أن يصيبوا من الفضيلة ما أصاب أهل بدر ، فما زالوا به حتى لبس أداته ، ثم ندموا وقالوا: يا رسول الله ، أقم ، فالرأي رأيك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه ، قال: وكان مما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ قبل أن يلبس الأداة: إني رأيت أني في درع حصينة ، فأولتها المدينة ، وأني مردف كبشا ، فأولته كبش الكتيبة ، ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل ، فأولته فلا فيكم ، ورأيت بقرا تذبح ، فبقر والله خير ، فبقر والله خير " .

التالي السابق


الخدمات العلمية