صفحة جزء
12965 باب ما كان مطالبا برؤية مشاهدة الحق مع معاشرة ( الناس بالنفس والكلام )

( أخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا عبيد بن شريك ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب : أن محمد بن النعمان بن بشير الأنصاري - كان يسكن دمشق - أخبره : أن الملك جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فقال: اقرأ ، قال: فقلت: ما أنا بقارئ ، ثم عاد إلى مثل ذلك ، ثم أرسلني فقال اقرأ ، فقلت: ما أنا بقارئ ، فعاد إلى مثل ذلك ، ثم أرسلني فقال: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ) ، قال محمد بن النعمان : فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك . قال ابن شهاب : فسمعت عروة بن الزبير يقول: قالت عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم: دفع النبي - صلى الله عليه وسلم ، فرجع إلى خديجة - رضي الله عنها - يرجف فؤاده ، فقال: زملوني زملوني ، فزمل ، فلما سري عنه قال لخديجة : لقد أشفقت على نفسي ، قالت خديجة - رضي الله عنها: أبشر ، فوالله ، لا يخزيك الله أبدا ؛ إنك لتصدق الحديث ، وتصل الرحم ، انطلق بنا ، فانطلقت خديجة - رضي الله عنها - إلى ورقة بن نوفل - وكان رجلا قد تنصر - شيخا أعمى يقرأ الإنجيل بالعربية ، فقالت له خديجة - رضي الله عنها: أي ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة: ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي رأى من ذلك ، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى - عليه السلام - يا ليتني أكون حين يخرجك قومك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أومخرجي هم ، قال: نعم ، لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . ( وبهذا الإسناد ) عن ابن شهاب ، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول: أخبرني جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ثم فتر الوحي عني ، فبينما أنا أمشي ، سمعت صوتا من السماء ، فرفعت بصري قبل السماء ، فإذا الملك الذي كان يجيئني قاعد على كرسي بين السماء والأرض ، فجئثت منه فزعا حتى هويت إلى الأرض ، فجئت إلى أهلي ، فقلت لهم: زملوني ، فزملوه ، فأنزل الله تعالى ( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ) ، قال أبو سلمة : الرجز: الأوثان ، قال: ثم جاء الوحي بعد ، وتتابع . رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الليث بالإسنادين ، جميعا دون كلام محمد بن النعمان .

[ ص: 52 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية