صفحة جزء
13107 ( أخبرنا ) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي من أصله ، ثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا عمر بن ذر ، ثنا مجاهد ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يقول: والله الذي لا إله إلا هو ، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر بي أبو بكر - رضي الله عنه - فسألته عن آية من كتاب الله - عز وجل ؛ ما سألته إلا ليستتبعني ، فمر بي ولم يفعل ، ثم مر بي عمر ، فسألته عن آية من كتاب الله - عز وجل - ؛ ما سألته إلا ليستتبعني ، فمر بي ولم يفعل ، ثم مر بي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني ، وعرف ما في نفسي وما في وجهي ، ثم قال: يا أبا هريرة ، قلت: لبيك يا رسول الله ، قال: الحق ، ومضى ، واتبعته ، فدخل ، واستأذنت فأذن لي ، فدخلت ، فوجدت لبنا في قدح ، فقال: من أين هذا اللبن ؟ قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة ، قال أبا هريرة : فقلت: لبيك يا رسول الله ، قال: الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي ، قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لا يأوون إلى أهل ولا مال ، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا ، وإذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها وأشركهم فيها ، فساءني ذلك ، قلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة - كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها وأنا الرسول ، فإذا جاءوا أمرني أن أعطيهم ، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد - فأتيتهم ، فدعوتهم ، فأقبلوا حتى استأذنوا ، فأذن لهم ، وأخذوا مجالسهم من البيت ، فقال: يا أبا هريرة ، قلت: لبيك يا رسول الله ، قال: خذ فأعطهم ، فأخذت القدح ، فجعلت أعطيه الرجل ، فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح ، فأعطيه الآخر ، فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روي القوم كلهم ، فأخذ القدح ، فوضعه على يده ، ونظر إلي وتبسم ، وقال: يا أبا هريرة ، قلت: لبيك يا رسول الله ، قال: بقيت أنا وأنت ، قلت: صدقت يا رسول الله ، قال: اقعد فاشرب ، فقعدت وشربت ، فقال: اشرب ، فشربت ، ثم قال: اشرب ، [ ص: 84 ] فشربت ، فما زال يقول: اشرب ، فأشرب حتى قلت: لا ، والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا ، قال: فادن ، فأعطيته القدح ، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة . رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم ، والموضع المقصود من هذا الخبر في هذا الباب قوله: وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال .

التالي السابق


الخدمات العلمية