صفحة جزء
13960 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي القشيري قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، عن أبي حسان ، وخلاس بن عمرو كلاهما يحدثان عن عبد الله بن عتبة بن مسعود : أن ابن مسعود - رضي الله عنه - أتي في رجل تزوج امرأة فمات قبل أن يدخل بها ، ولم يسم لها صداقا ، فاختلفوا إليه في ذلك شهرا أو قريبا من شهر ، فقالوا : ما بد أن تقول فيها ؟ قال : أقضي أن لها صداق امرأة من نسائها ، لا وكس ولا شطط ، ولها الميراث ، وعليها العدة ، فإن يكن صوابا فمن الله ، وإن يكن خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان من ذلك . فقام رهط من أشجع فيهم الجراح ، وأبو سنان فقالوا : نشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في امرأة منا يقال لها بروع بنت واشق ، وكان زوجها يقال له هلال بن مرة الأشجعي ، ففرح ابن مسعود - رضي الله عنه - فرحا شديدا حين وافق قضاؤه قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

( ورواه ) همام بن يحيى عن قتادة ، عن أبي حسان ورواه هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن خلاس .

( قال الشيخ ) : هذا الاختلاف في تسمية من روى قصة بروع بنت واشق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يوهن الحديث ؛ فإن جميع هذه الروايات أسانيدها صحاح ، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك ، فكأن بعض الرواة سمى منهم واحدا وبعضهم سمى آخر وبعضهم سمى اثنين وبعضهم أطلق ولم يسم ، وبمثله لا يرد الحديث ، ولولا ثقة من رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان لفرح عبد الله بن مسعود بروايته معنى والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية