صفحة جزء
15940 ( وأما الحديث الذي أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن عبد الرحمن بن بجيد بن قيظي أخي بني [ ص: 121 ] حارثة قال ابن إبراهيم : وايم الله ، ما كان سهل بأكثر علما منه ، ولكنه كان أسن منه ، إنه قال له : والله ، ما هكذا كان الشأن ، ولكن سهل أوهم ، ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احلفوا على ما لا علم لكم به ، ولكنه كتب إلى يهود خيبر حين كلمته الأنصار : إنه وجد فيكم قتيل بين أبياتكم فدوه ، فكتبوا إليه يحلفون بالله ما قتلوه ، ولا يعلمون له قاتلا ، فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده .

( فقد أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس ، أنبأ الربيع ، أنبأ الشافعي قال : ومن كتاب عمر بن حبيب ، عن محمد بن إسحاق . فذكر هذا الحديث . قال الشافعي : فقال لي قائل : ما منعك أن تأخذ بحديث ابن بجيد ؟ قال : لا أعلم ابن بجيد سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يكن سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مرسل ، ولسنا ولا إياك نثبت المرسل ، وقد علمت سهلا صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه ، وساق الحديث سياقا لا يشبه إلا الإثبات ، فأخذت به لما وصفت ، قال : فما منعك أن تأخذ بحديث ابن شهاب ؟ قلت : مرسل ، والقتيل أنصاري ، والأنصاريون بالعناية أولى بالعلم به من غيرهم ، إذا كان كل ثقة ، وكل عندنا بنعمة الله ثقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية