صفحة جزء
15965 باب ما جاء في قسامة الجاهلية

( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ من أصل كتابه ، أنبأ أبو جعفر : أحمد بن عبيد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الملك الأسدي الحافظ بهمذان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا أبو معمر : عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري ، ثنا عبد الوارث بن سعيد ، ثنا قطن : أبو الهيثم ، ثنا أبو يزيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : إن أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم : كان رجل من بني هاشم استأجر رجلا من قريش من فخذ أخرى ، فانطلق معه في إبله ، فمر به رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه ، فقال : أعني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل ، قال : فأعطاه عقالا فشد به عروة جوالقه ، فلما نزلوا عقلت الإبل إلا بعيرا واحدا ، فقال الذي استأجره : ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل ؟ قال : ليس له عقال ، قال : فأين عقاله ؟ قال : مر بي رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه فاستعانني فقال : أعني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل ، فأعطيته عقاله ، قال : فحذفه بعصا ، كان فيها أجله ، فمر به رجل من أهل اليمن ، قال : أتشهد الموسم ؟ قال : لا أشهد ، وربما شهدت ، قال : هل أنت مبلغ عني رسالة مرة من الدهر ؟ قال : نعم . قال : فكتب إذا أنت شهدت الموسم فناد يا آل قريش ، فإذا أجابوك ، فناد يا آل بني هاشم ، فإذا أجابوك فسل عن أبي طالب ، فأخبره : أن فلانا قتلني في عقال ، قال : ومات المستأجر . فلما قدم الذي استأجره . أتاه أبو طالب فقال : ما فعل صاحبنا ؟ قال : مرض فأحسنت القيام عليه ، ثم مات ، فوليت دفنه ، فقال : كان أهل ذاك منك ، فمكث حينا ، ثم إن الرجل اليماني الذي كان أوصى إليه أن يبلغ عنه وافى الموسم ، فقال : يا آل قريش ، قالوا : هذه قريش ، قال : يا آل بني هاشم ، قالوا [ ص: 130 ] هذه بنو هاشم ، قال : أين أبو طالب ؟ قالوا : هذا أبو طالب ، قال : أمرني فلان : أن أبلغك رسالة : أن فلانا قتله في عقال ، فأتاه أبو طالب ، فقال : اختر منا إحدى ثلاث إن شئت أن تؤدي مائة من الإبل ، فإنك قتلت صاحبنا بخطإ ، وإن شئت حلف خمسون من قومك أنك لم تقتله ، فإن أبيت قتلناك به ، قال : فأتى قومه ، فذكر ذلك لهم ، فقالوا : نحلف فأتت امرأة من بني هاشم كانت تحت رجل منهم قد ولدت له فقالت : يا أبا طالب ، أحب أن تجيز ابني هذا برجل من الخمسين ، ولا تصبر يمينه ، حيث تصبر الأيمان ، ففعل فأتاه رجل منهم ، فقال : يا أبا طالب ، أردت خمسين رجلا أن يحلفوا مكان مائة من الإبل نصيب كل رجل بعيران ، فهذان بعيران ، فاقبلهما عني ، ولا تصبر يميني حيث تصبر الأيمان . قال : فقبلهما ، وجاء ثمانية وأربعون رجلا فحلفوا ، فقال ابن عباس : فوالذي نفسي بيده ، ما حال الحول ومن الثمانية والأربعين عين تطرف . رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية