صفحة جزء
16033 ( أخبرنا ) أبو الحسين : محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس قال : قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : إنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - : أن الأنصار خالفونا ، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فقلت لأبي بكر : يا أبا بكر ، انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نريدهم ، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا ما تمالأ عليه القوم ، فقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار . فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم ، اقضوا أمركم . فقلت : والله ، لنأتينهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : سعد بن عبادة . فقلت : ما له ؟ قالوا : يوعك ، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فنحن أنصار الله ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط منا ، وقد دفت دافة من قومكم ، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ، وأن يحضنونا من الأمر . قال : فلما سكت أردت أن أتكلم ، وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر - رضي الله عنه - وكنت أدارئ منه بعض الحد ، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر - رضي الله عنه - . على رسلك ، فكرهت أن أغضبه ، فتكلم أبو بكر - رضي الله عنه - فكان هو أحلم مني ، وأوقر والله ، ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت ، قال : ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل ، ولن نعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ، ودارا ، وقدرا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم ، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا ، فلم أكره مما قال غيرها ، كان - والله - أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر - رضي الله عنه - اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن . فقال قائل الأنصار : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، منا أمير ، ومنكم أمير يا معشر قريش ، وكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات حتى فرقت من أن يقع اختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعته ، وبايعه المهاجرون ، ثم بايعته الأنصار . رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي .

التالي السابق


الخدمات العلمية