صفحة جزء
1618 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأموي من أصل كتابه ، ثنا الربيع بن سليمان المرادي ، ثنا عبد الله بن وهب القرشي ، ثنا سليمان بن بلال ، ثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال : سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مسجد الكعبة فذكر الحديث وفيه : فأوحى إليه ما شاء فيما أوحى خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة ، ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه فقال : يا محمد ما عهد إليك ربك ؟ قال : " عهد إلي خمسين صلاة على أمتي كل يوم وليلة " . قال : فإن أمتك لا تستطيع فارجع فليخفف عنك وعنهم . فالتفت إلى جبريل عليه السلام كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار إليه أن نعم إن شئت . فعلا به جبريل فقال : " يا رب خفف عنا ، فإن أمتي لا تستطيع هذا " . فوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه ولم يزل يرده موسى إلى ربه حتى صار إلى خمس صلوات ، ثم احتبسه عند الخامسة فقال : يا محمد قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من هذه الخمس فضيعوه وتركوه ، وأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبصارا وأسماعا ، فارجع فليخفف عنك ربك . فالتفت إلى جبريل ليشير عليه فلا يكره ذلك جبريل ، فرفعه عند الخامسة فقال : " يا رب إن أمتي ضعاف أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم فخفف عنا " . فقال : إني لا يبدل القول لدي هي كما كتبت عليكم في أم الكتاب ، ولك بكل حسنة عشر أمثالها هي خمسون في أم الكتاب ، وهي خمس عليك وذكر الحديث . أخرجه البخاري في الصحيح من حديث سليمان بن بلال ، وأخرجه [ ص: 361 ] مسلم عن هارون الأيلي عن ابن وهب .

التالي السابق


الخدمات العلمية