صفحة جزء
16330 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق في قصة تبوك ، وما كان على الثنية من هم المنافقين أن يرجموا فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كان من أقوالهم ، وإطلاع الله سبحانه نبيه - صلى الله عليه وسلم - على أسرارهم . قال : فانحدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الثنية ، وقال لصاحبيه - يعني حذيفة وعمارا : " هل تدرون ما أراد القوم ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرادوا أن يرجموني في الثنية ، فيطرحوني منها . فقالا : أفلا تأمرنا يا رسول الله ، فنضرب أعناقهم إذا اجتمع إليك الناس . فقال : أكره أن يتحدث الناس : أن محمدا قد وضع يده في أصحابه يقتلهم . ثم ذكر الحديث في دعائه إياهم ، وإخباره إياهم بسرائرهم ، واعتراف بعضهم ، وتوبتهم ، وقبوله منهم ما دل على هذا . قال ابن إسحاق : وأمره أن يدعو حصين بن نمير فقال له : " ويحك ما حملك على هذا ؟ " قال : حملني عليه أني ظننت أن الله لم يطلعك عليه ، فأما إذ أطلعك الله عليه ، وعلمته فإني أشهد اليوم أنك رسول الله ، وأن لم أؤمن بك قط قبل الساعة يقينا . [ ص: 199 ] فأقاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثرته ، وعفا عنه بقوله الذي قال .

التالي السابق


الخدمات العلمية