صفحة جزء
17306 ( أخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو محمد : عبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي بها ، ثنا أحمد بن سنان ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا شعبة ، ح وأخبرنا أبو الحسن : علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا أبو مسلم ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن عبد الله بن يزيد ، قال : سمعت زيد بن ثابت رضي الله عنه ، قال : لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد رجع قوم من الطريق ، فكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم فرقتين : فرقة تقول : نقتلهم ، وفرقة تقول : لا نقتلهم ، فأنزل الله عز وجل : ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ) رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة .

قال الشافعي : ثم شهدوا معه يوم الخندق ، فتكلموا بما حكى الله عز وجل من قولهم : ( ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) .

قال الشيخ : هو بين في المغازي ، عن موسى بن عقبة ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وغيرهما ، قال : موسى بن عقبة بالإسناد الذي تقدم في قصة الخندق : فلما اشتد البلاء على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه نافق ناس كثير ، وتكلموا بكلام قبيح ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فيه الناس من البلاء والكرب جعل يبشرهم ويقول : [ ص: 32 ] والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء فإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنا ، وأن يدفع الله عز وجل إلي مفاتيح الكعبة ، وليهلكن الله كسرى وقيصر ، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله ، فقال : رجل ممن معه لأصحابه : ألا تعجبون من محمد ؟ يعدنا أن نطوف بالبيت العتيق ، وأن نقسم كنوز فارس والروم ، ونحن ها هنا لا يأمن أحدنا أن يذهب إلى الغائط ، والله لما يعدنا إلا غرورا . وقال آخرون ممن معه : ائذن لنا ؛ فإن بيوتنا عورة . وقال آخرون : يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا . وسمى ابن إسحاق القائل الأول : معتب بن قشير ، والقائل الثاني : أوس بن قيظي .

التالي السابق


الخدمات العلمية