صفحة جزء
17540 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الجوهري ، ثنا أبو جعفر أحمد بن موسى الشطوي ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء - رضي الله عنه - قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع اليهودي وكان يسكن أرض الحجاز ، فندب له سرايا من الأنصار ، وأمر عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعين عليه ، وكان في حصن له بأرض الحجاز ، فلما دنوا منه غربت الشمس وراح الناس بسرحهم ، فقال لهم عبد الله : اجلسوا مكانكم ؛ فإني منطلق فمتطلع الأبواب ؛ لعلي أدخل فأقتله ، حتى إذا دنا من الباب تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس ، فهتف به البواب فقال : يا عبد الله ، إن كنت تريد أن تدخل فادخل ، فإني أريد أن أغلق الباب ، قال : فدخلت ، فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأقاليد على وتد ، قال : فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب ، وكان أبو رافع يسمر عنده في علال له ، فلما نزل عنه أهل سمره صعدت إليه ، فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل فقلت : إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله ، قال : فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت ، فقلت : أبا رافع ، فقال : من هذا ؟ فأهوي نحو الصوت فأضربه ضربة غير طائل وأنا دهش فلم أغن عنه شيئا ، وصاح فخرجت من البيت ، فمكثت غير بعيد ثم جئت فقلت : ما هذا الصوت يا أبا رافع ؟ فقال : لأمك الويل رجل في البيت ضربني قبيل بالسيف ، قال : فأضربه ضربة ثانية ولم أقتله ، ثم وضعت ضبابة السيف في بطنه ، ثم اتكيت عليه حتى سمعته أخذ في ظهره فعرفت أني قد قتلته ، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة ، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض ، فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت رجلي فعصبتها بعمامتي ، ثم إني انطلقت حتى جلست عند الباب ، قلت : والله لا أخرج الليلة حتى أعلم أني قد قتلته أولا ، فلما صاح الديك قام الناعي على السور ، فقال : أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز . فانطلقت أتعجل إلى أصحابي ، فقلت : النجاء قد قتل الله أبا رافع

[ ص: 81 ] حتى انتهينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثته ، فقال : " ابسط رجلك " . فبسطتها فمسحها فكأنما لم أشتكها قط
.

التالي السابق


الخدمات العلمية