صفحة جزء
18060 ( أخبرنا ) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، ثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أظنه عن أبيه - وكان ابن أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا ، وكان يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش في شعره ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة ، وأهلها أخلاط ، منهم المسلمون الذين تجمعهم دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهم المشركون الذين يعبدون الأوثان ، ومنهم اليهود ، وهم أهل الحلقة ، والحصون ، وهم حلفاء للحيين الأوس والخزرج ، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة استصلاحهم كلهم ، وكان الرجل يكون مسلما ، وأبوه مشرك ، والرجل يكون مسلما ، وأخوه مشرك ، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أشد الأذى ، فأمر الله رسوله ، والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم ، ففيهم أنزل الله - جل ثناؤه : ( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ) . . إلى آخر الآية ، وفيهم أنزل الله - جل ثناؤه : ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا ) فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذى المسلمين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ - رضي الله عنه - أن يبعث رهطا ليقتلوه ، فبعث إليه سعد بن معاذ محمد بن مسلمة الأنصاري ، وأبا عبس الأنصاري ، والحارث ابن أخي سعد بن معاذ في خمسة رهط ، وذكر الحديث في قتله قال : فلما قتلوه فزعت اليهود ومن كان معهم من المشركين ؛ فغدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبحوا ، فقالوا : إنه طرق صاحبنا الليلة ، وهو سيد من سادتنا ، فقتل ، فذكر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول في أشعاره وينهاهم به ، ودعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يكتب بينه ، وبينهم ، وبين المسلمين كتابا ينتهوا إلى ما فيه ، فكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه ، وبينهم ، وبين المسلمين عاما صحيفة كتبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت العذق الذي في دار بنت الحارث ، فكانت تلك الصحيفة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند علي بن أبي طالب - رضي الله عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية