صفحة جزء
18241 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ، ثنا يعلى بن عبيد ، ثنا عبد العزيز بن سياه ( ح قال ) ، وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ، أنبأ أبو يعلى ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا عبد العزيز بن سياه ، ثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي وائل قال : قام سهل بن حنيف - رضي الله عنه - يوم صفين ، فقال : أيها الناس ، اتهموا أنفسكم ، لقد كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية ، ولو نرى قتالا لقاتلنا ، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين قال : فأتى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : يا رسول الله ، ألسنا على حق وهم على باطل ؟ قال : " بلى " . قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : " بلى " . قال : ففيم نعطي الدنية في أنفسنا ، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال : " يا ابن الخطاب ، إني رسول الله ، ولن يضيعني الله " . قال : فانطلق ابن الخطاب ، ولم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر - رضي الله عنه - فقال : يا أبا بكر ، ألسنا على حق ، وهم على باطل ؟ قال : بلى . قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى . قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال : يا ابن الخطاب ، إنه رسول الله ، ولن يضيعه الله أبدا . قال : فنزل القرآن على محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلى عمر ، فأقرأه إياه ، فقال : يا رسول الله أوفتح هو ؟ قال : " نعم " . [ ص: 223 ] قال : فطابت نفسه ورجع . رواه البخاري في الصحيح ، عن أحمد بن إسحاق السلمي ، عن يعلى بن عبيد ، ورواه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة .

( قال الشافعي - رحمه الله ) قال ابن شهاب : فما كان في الإسلام فتح أعظم منه ، كانت الحرب قد أحجزت الناس فلما أمنوا لم يكلم بالإسلام أحد يعقل إلا قبله ، فلقد أسلم في سنتين من تلك الهدنة أكثر ممن أسلم قبل ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية