صفحة جزء
19266 ( باب : ما جاء في الحلف بصفات الله - تعالى - كالعزة ، والقدرة ، والجلال ، والكبرياء ، والعظمة ، والكلام ، والسمع ، ونحو ذلك )

( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ، أنبأ علي بن محمد بن عيسى ، ثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن [ ص: 42 ] الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي : أن أبا هريرة - رضي الله عنه - أخبرهما : أن الناس قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " هل تمارون في القمر ليلة البدر ، ليس دونه سحاب ؟ " . قالوا : لا ، يا رسول الله . قال : " فهل تمارون في الشمس ، ليس دونها سحاب ؟ " . قالوا : لا ، يا رسول الله . قال : فإنكم ترونه كذلك . وذكر الحديث ، قال : " ويبقى رجل هو بين الجنة والنار ، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة مقبل بوجهه على النار ، يقول : يا رب ، اصرف وجهي عن النار ، فإنه قد قشبني ريحها ، وأحرقني ذكاؤها . فيقول الله - عز وجل : فهل عسيت إن فعلت ذلك بك ، أن تسأل غير ذلك ؟ فيقول : لا وعزتك . فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق ، فيصرف الله وجهه عن النار . فإذا أقبل بوجهه على الجنة ، فرأى بهجتها ، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : يا رب ، قدمني عند باب الجنة . فيقول الله : ألست قد أعطيت العهود والمواثيق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت ؟ فيقول : يا رب ، لا أكون أشقى خلقك . فيقول : هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره ؟ فيقول : لا وعزتك ، لا أسألك غير ذلك . وذكر الحديث إلى أن قال : ثم يأذن له في دخول الجنة ، فيقول له : تمن . فيتمنى حتى إذا انقطع به ، قال الله - تبارك وتعالى : من كذا وكذا فسل . يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني ، قال الله : لك ذلك ومثله معه . قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة - رضي الله عنه : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لك ذلك وعشرة أمثاله " . رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي اليمان . ورواه مسلم ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أبي اليمان .

( قال البخاري ) : وقال أيوب النبي - صلى الله عليه وسلم : وعزتك لا غنى بي عن بركتك . وفي حديث قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة جهنم ، فتقول : قط قط وعزتك . ( قال الشيخ ) : وفي حديث أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الذي يغمس في الجنة ، فيقال له : هل رأيت بؤسا قط ؟ يقول : لا وعزتك وجلالك .

التالي السابق


الخدمات العلمية