صفحة جزء
2060 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : جاء رجل إلى عمر - رضي الله عنه - وهو بعرفة فقال : يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه . قال : فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل ثم قال : ويحك من هو ؟ قال : عبد الله بن مسعود . فما زال يطفئ ويسر الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها ، ثم قال : ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من المسلمين هو أحق بذلك منه ، سأحدثك عن ذلك ، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يسمر في الأمر من أمر المسلمين عند أبي بكر ، وأنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا نمشي معه ، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءته ، فلما أعيانا أن نعرف من الرجل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " . ثم جلس الرجل يدعو ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له : " سل تعطه . قال فقال عمر فقلت : لأغدون إليه فلأبشرنه قال فغدوت إليه لأبشره ، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ، ووالله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه . هكذا رواه جماعة [ ص: 453 ] عن الأعمش وفي ذلك دليل على أن رواية السمر من عمر لا من عبد الله في رواية علقمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية