صفحة جزء
3993 ( وأنبأ ) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن الزهري ، عن سالم : أن ابن عمر بينما هو يصلي رأى في ثوبه دما ، فانصرف فأشار إليهم ، فجاءوه بماء فغسله ، ثم أتم ما بقي على ما مضى من صلاته ولم يعد .

قال الشيخ : وإلى هذا ذهب الشافعي في القديم - رحمه الله - ، واحتج بحديث أبي سعيد وابن عمر في معنى ما روينا ، ثم رجع عنه في الجديد وقال : أعاد الصلاة وكان عالما بما كان في ثوبه أو لم يكن عالما كهيئته في الوضوء . قال الشيخ - رحمه الله - : وهذا قول الحسن البصري وأبي قلابة ، وكأن الشافعي - رحمه الله - رغب عن حديث أبي سعيد لاشتهاره بحماد بن سلمة ، عن أبي نعامة السعدي ، عن أبي نضرة ، وكل واحد منهم مختلف في عدالته ، ولذلك لم يحتج البخاري في الصحيح بواحد منهم ، ولم يخرجه مسلم في كتابه مع احتجاجه بهم في غير هذه الرواية ، ويحتمل أن يكون رغب عنه لأنه جعل إعلام جبرئيل - عليه السلام - إياه بذلك ابتداء شرع أو حمل الأذى المذكور عنه على ما يستقذر من الطاهرات والله أعلم .

وقد روي هذا الحديث عن بكر بن عبد الله المزني ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا ، ومن حديث ابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة موصولا ، إلا أن حديث ابن مسعود إنما رواه أبو حمزة الراعي عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ، وأبو حمزة غير محتج به . وروي من وجه آخر أضعف منه ، وحديث ابن عباس إنما رواه فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس . وفرات بن السائب تركوه [ ص: 404 ] وحديث أبي هريرة إنما رواه عباد بن كثير ، وعباد لا يحتج به ، إلا أنه قد روي عن أنس بن مالك بإسناد لا بأس به .

التالي السابق


الخدمات العلمية