صفحة جزء
4267 باب ذكر الخبر الذي يجمع النهي عن الصلاة في جميع هذه الساعات .

( أنبأ ) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، ثنا جدي يحيى بن منصور القاضي ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا أحمد بن يوسف الأزدي ، ثنا النضر بن محمد ، ثنا عكرمة ، ثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة - قال عكرمة : وقد لقي شداد أبا أمامة وواثلة ، وصحب أنسا إلى الشام ، وأثنى عليه فضلا وخيرا عن أبي أمامة - قال : قال عمرو بن عبسة السلمي : كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة ، وإنهم ليسوا على شيء ، وهم يعبدون الأوثان - قال - فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا ، فقعدت على راحلتي ، فقدمت عليه فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستخفيا جراء عليه قومه ، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له : ما أنت ؟ قال : " أنا نبي " . فقلت : وما نبي ؟ قال : " أرسلني الله " . فقلت : بأي شيء أرسلك ؟ قال : " أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك به شيئا " . فقلت له : من معك على هذا ؟ قال : " حر وعبد " . قال : ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به ، فقلت : إني متبعك . قال : " إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ، ألا ترى حالي وحال الناس ؟ ولكن ارجع إلى أهلك ، فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني " . فذهبت إلى أهلي فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار ، وأسأل كل من قدم من الناس حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة فقلت : ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟ فقالوا : الناس إليه سراع ، وقد أراد قومه قتله ، فلم يستطيعوا ذلك . قال : فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت : يا رسول الله أتعرفني ؟ قال : " نعم ألست الذي أتيتني بمكة ؟ " . قال فقلت : يا نبي الله أخبرني [ ص: 455 ] عما علمك الله وأجهله ، أخبرني عن الصلاة . قال : " صل صلاة الصبح ، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع ، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل فالصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم أقصر عن الصلاة ، فإن حينئذ تسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصل ، فإن الصلاة مشهودة حتى تصلي العصر ، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس ، فإنها تغرب بين قرني شيطان ، وحينئذ تسجد لها الكفار " . قال قلت : يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه . قال : "ما منكم رجل يقرب وضوءه ، فيمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته وخياشيمه مع الماء ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء ، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه " . فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له أبو أمامة : يا عمرو انظر ماذا تقول في مقام واحد يعطي هذا الرجل ؟ فقال عمرو : يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي ، واقترب أجلي ، وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسوله لو لم أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا حتى عد سبع مرات ما حدثت به أبدا ، ولكني قد سمعته أكثر من ذلك . رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جعفر المعقري ، عن النضر بن محمد ، إلا أنه زاد في ذكر الوضوء عند قوله : فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه مع الماء ، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء . وكأنه سقط من كتابنا . وله شاهد من حديث أبي سلام عن أبي أمامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية