صفحة جزء
5885 ( أخبرنا ) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ، ثنا النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عبيد الله - يعني ابن عبد الله بن أنيس - عن أبيه عبد الله بن أنيس قال : دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إنه بلغني أن ابن نبيح الهذلي يجمع الناس ليغزوني ، وهو بنخلة أو بعرنة فأته فاقتله " . قلت : يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه . قال : " آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة " . قال : فخرجت متوشحا بسيفي حتى دفعت إليه في ظعن يرتاد بهن منزلا حتى كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت له ما وصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القشعريرة ، فأقبلت نحوه ، وخشيت أن يكون بيني وبينه مجادلة تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي إيماء ، فلما انتهيت إليه قال : من الرجل ؟ قلت : رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاء لذلك . قال : أجل نحن في ذلك . قال : فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف فقتلته ، ثم خرجت وتركت ظعاينه مكبات عليه ، فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أفلح الوجه " . قلت : قد قتلته يا رسول الله . قال : " صدقت " . ثم قام بي رسول الله فدخل بي بيته فأعطاني عصا فقال : " أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس " . فخرجت بها على الناس فقالوا : ما هذه العصا معك يا عبد الله بن أنيس ؟ قلت : أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرني أن أمسكها عندي . قالوا : أفلا ترجع إليه فتسأله عن ذلك ؟ قال : فرجعت إليه ، فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : " آية بيني وبينك يوم القيامة ، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ " . قال : فقرنها عبد الله بسيفه فلم يزل معه ، حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه فدفنا جميعا .

وكذلك رواه إبراهيم بن سعد وعبد الوارث بن سعيد عن محمد بن إسحاق بن يسار .

التالي السابق


الخدمات العلمية