صفحة جزء
6168 [ ص: 321 ] ( باب : كيف يصلى في الخسوف )

( أخبرنا ) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وغيره قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنبأ مالك ، ( ح وأخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ابن الحمامي - رحمه الله - ببغداد ، أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون ، ثنا القعنبي ، ( ح وأخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا هشام بن علي ، ثنا القعنبي إملاء فيما قرأ على مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى والناس معه ، فقام قياما طويلا ، قال : نحوا من سورة البقرة ، ثم ركع ركوعا طويلا ، ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم قام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم انصرف ، وقد تجلت الشمس . فقال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته . فإذا رأيتم ذلك ، فاذكروا الله " . قالوا : يا رسول الله ، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت . فقال : " إني رأيت الجنة ، أو أريت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته ، لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، وأريت النار ، فلم أر كاليوم منظرا أفظع منها ، ورأيت أكثر أهلها النساء " . قالوا : لم يا رسول الله ؟ قال : " بكفرهن " . قيل : يكفرن بالله ؟ قال : " يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئا ، قالت : ما رأيت منك خيرا قط " . لفظ حديث القعنبي ، وفي حديث الشافعي قال : خسفت الشمس ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه ، وكذلك في رواية إسحاق عن القعنبي ، ولم يذكر الشافعي قوله : " أفظع منها " ، والباقي سواء . رواه البخاري في الصحيح ، عن القعنبي . ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن إسحاق بن عيسى ، عن مالك .

التالي السابق


الخدمات العلمية