صفحة جزء
6227 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا أبو النضر ، ثنا زهير ، ( ح وأخبرنا ) محمد ، ثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا زهير ، عن الأسود بن قيس قال : حدثني ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة : أنه شهد خطبة يوما لسمرة بن جندب ، فذكر في خطبته : بينا أنا يوما وغلام من الأنصار ، نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كانت الشمس على قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق ، اسودت حتى آضت كأنها تنومة . فقال أحدنا لصاحبه : انطلق بنا إلى المسجد ، فوالله ، ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمته حدثا ، فدفعنا إلى المسجد فإذا هو بارز ، فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى الناس ، قال : فتقدم ، فصلى بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط ، لا يسمع له صوته ، ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة قط ، لا يسمع له صوته ، ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط ، لا يسمع له صوته ، قال : ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك . قال : فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية ، قال : ثم سلم ، فحمد الله - تعالى - وأثنى عليه ، وشهد أن لا إله إلا الله وشهد أنه عبده ورسوله ، ثم قال : " يا أيها الناس ، إنما أنا بشر ورسول الله ، فأذكركم الله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي ، لما أخبرتموني حتى أبلغ رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ ، وإن كنتم تعلمون أني قد بلغت رسالات ربي ، لما أخبرتموني " . قال : فقام الناس ، فقالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك . قال : ثم سكتوا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما بعد ، فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس ، وكسوف هذا القمر ، وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض ، وإنهم كذبوا ، ولكن آيات من آيات الله يفتن بها عباده ؛ لينظر من يحدث منهم توبة . والله ، لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم ، وإنه والله ، لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا ، آخرهم الأعور الدجال ، ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحيى لشيخ من الأنصار ، وإنه متى خرج ، فإنه يزعم أنه الله . فمن آمن به وصدقه واتبعه ، فليس ينفعه صالح من عمل سلف ، ومن كفر به وكذبه ، فليس يعاقب بشيء من عمله سلف ، وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم ، وبيت المقدس ، وإنه يحضر المؤمنين في بيت المقدس ، فيزلزلون زلزالا شديدا ، فيهزمه الله وجنوده ، حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة لينادي : يا مؤمن ، هذا كافر يستتر بي ، تعال اقتله . قال : ولن يكون ذلك حتى تروا أمورا ، يتفاقم شأنها في أنفسكم ، تساءلون بينكم : هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا ؟ وحتى تزول جبال عن مراسيها ، ثم على إثر ذلك القبض " . وأشار بيده ، قال : ثم شهدت خطبة أخرى ، قال : فذكر هذا الحديث ، ما قدمها ولا أخرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية