صفحة جزء
990 باب غسل الجنب ووضوء المحدث إذا وجد الماء بعد التيمم .

( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل : الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، أنا عوف بن أبي جميلة ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن عمران بن حصين قال : كنا في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنا سرنا ليلة حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا في تلك الوقعة - ولا وقعة أحلى عند المسافر منها قال - فما أيقظنا إلا حر الشمس ، وكان أول من استيقظ فلان وفلان - يسميهم عوف - ثم كان الرابع عمر بن الخطاب قال وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نام لم يوقظه أحد حتى يكون هو المستيقظ ، لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه - قال - فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس - وكان رجلا أجوف جليدا - كبر ورفع صوته بالتكبير ، قال : فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما استيقظ شكونا إليه الذي أصابنا فقال : " لا ضير أو لا ضرر " . شك عوف فقال : " ارتحلوا " . فارتحل النبي - صلى الله عليه وسلم - وسار غير بعيد فنزل ، فدعا بوضوء فتوضأ ونادى بالصلاة ، وصلى بالناس ، فلما انفتل من صلاته إذا رجل معتزل لم يصل مع القوم ، فقال : " ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم ؟ " . فقال : يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " عليك بالصعيد فإنه يكفيك " . قال : فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكا إليه الناس العطش قال : فنزل فدعا فلانا - يسميه عوف - ودعا عليا فقال : " اذهبا فابتغيا لنا الماء " . فانطلقا فإذا هما بامرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها ، قال : فقالا لها : أين الماء ؟ قالت : عهدي بالماء أمس هذه الساعة ، ونفرنا خلوف - قال عبد الوهاب : يعني عطاش - قال : فقالا لها : انطلقي إذا . فقالت : إلى أين ؟ فقالا : إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالت : هو الذي يقال له الصابئ ؟ قال : هو الذي تعنين فانطلقي . قال : فجاءا بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدثاه الحديث ، فاستنزلها عن بعيرها ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإناء [ ص: 219 ] فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين ، فمضمض في الماء وأعاده في أفواه المزادتين أو السطيحتين ثم أوكأ أفواههما ، وأطلق العزالي ، ثم قال للناس : " اشربوا واستقوا " . فاستقى من شاء ، وشرب من شاء ، قال : وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء فقال : " اذهب فأفرغه عليك " . وهي قائمة تبصر ما يفعل بمائها ، قال : وايم الله ما أقلع عنها حين أقلع ، وإنه يخيل إلينا أنها أملأ منها حين ابتدأ فيها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اجمعوا لها " . فجمعوا لها من بين دقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما ، وجعلوه في ثوبها فحملوه ووضعوه بين يديها ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تعلمين والله إنا ما رزأنا من مائك شيئا ، ولكن الله هو الذي سقانا " . قال : فأتت أهلها وقد احتبست عليهم فقالوا لها : ما حبسك يا فلانة ؟ قالت : العجب ؛ أتاني رجلان فذهبا بي إلى هذا الصابئ ، ففعل بمائي كذا وكذا - الذي كان - فوالله إنه لأسحر من بين هذه وهذه أو إنه لرسول الله حقا . قال : فكان المسلمون يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه ، فقالت يوما لقومها : إن هؤلاء القوم عمدا يدعونكم ، هل لكم في الإسلام ؟ فأطاعوها فجاءوا جميعا فدخلوا في الإسلام . مخرج في الصحيحين من حديث عوف .

التالي السابق


الخدمات العلمية