صفحة جزء
ومما روى عبد الله الهوزني عن بلال

1382 - حدثنا الفضيل بن عبد الله ، ومحمد بن عيسى التميمي قالا : نا الربيع بن نافع قال : نا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، أنه [ ص: 216 ] سمع أبا سلام ، يقول : حدثني عبد الله الهوزني قال : لقيت بلالا ، مؤذن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم شيء ، كنت أنا الذي أستقرض له منذ بعثه الله حتى توفي ، فكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا ، يأمرني فأستقرض له فأكسوه وأطعمه ، حتى قال لي رجل من المشركين : يا بلال إن عندي سعة ، فلا تستقرض من أحد إلا مني ففعلت ، فلما كان ذات يوم توضأت ثم خرجت إلى الصلاة ، فإذا المشرك في عصابة من التجار فلما رآني قال لي : أتدري كم بينك وبين الشهر الذي وعدتني أن تعطينه أو تعطيني ، قلت : قريبا قال : إنما بينك وبينه أربع ، فآخذك بالدين الذي لي عليك ، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك ولا كرامة صاحبك ، إنما أعطيتك ليجب لي عليك دين فأردك ترعى الغنم كما كنت ، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس ، فانطلقت وناديت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ، فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : إن المشرك الذي تداينت منه قد جاء فتوعدني ، وليس عندك ما تقضي وليس عندي ، وهو موافى ، فأذن لي أن أصير إلى بعض هؤلاء الأحياء الذي قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني ، فخرجت حتى أتيت منزلي فجعلت سيفي وجرابي ونعلي حذاء رأسي ، واستقبلت الأفق بوجهي ، فقلت : إذا رأيت ضوء الصبح أذنت [ ص: 217 ] حتى إذا استوى الصبح أردت أن أنطلق فأذنت ، فإذا إنسان يسعى يدعوني ، يقول : يا بلال أجب رسول الله ، فانطلقت حتى إذا أتيته فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبشر فقد جاء الله بقضاء الدين " ، فحمدت الله ، وقال : " ألم تر الركايب المناخات الأربع ؟ قلت : بلى قال : " فهن لك وما عليهن ، فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن لي عظيم فدك فاقبضهن واقض دينك " قال : فحططت عنهن رحالهن ، ثم صليت صلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت إلى البقيع فجعلت أصبعي في أذني ، وقلت : من كان يطلب دينا فليحضر ، فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق على رسول الله صلى الله عليه وسلم دين لأحد ، وفضل في يدي أوقيتان أو أوقية ونصف ، ثم انطلقت إلى المسجد فوجدته وقد ذهب عامة النهار ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم في المسجد فسلمت عليه ، فقال : " ما فعل ما قبلك ؟ " ، قلت : قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق شيء قال : " ففضل شيء ؟ " ، قلت : نعم قال : " انظر أن تريحني منها ، فإني لست داخلا على أحد من أهلي حتى تريحني منه " ، فلم يأتنا أحد حتى أمسينا ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة دعاني ، فقال : " ما فعل ما قبلك ؟ " ، قلت : هو معي لم يأتنا أحد ، فقام رسول الله حتى أصبح ، وظل في المسجد [ ص: 218 ] إلى يوم الثاني ، فجاء رجلان فانطلقت بهما ، وأطعمتهما وكسوتهما ، حتى إذا صلى العتمة دعاني ، فقال : " ما فعل الذي قبلك ؟ " ، قلت : قد أراحك الله منه يا رسول الله ، فحمد الله على ذلك ثم أتى أزواجه ، فسلم على امرأة امرأة .

وهذا الحديث لا نعلمه يروى ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد .

التالي السابق


الخدمات العلمية