صفحة جزء
2567 - وأخبرنا سلمة بن شبيب ، والحسين بن مهدي ، واللفظ لسلمة، قالا: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة : أن أسامة بن زيد رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليه إكاف، وتحته قطيفة فدكية فأردفني وراءه، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين، والمشركين عبدة الأوثان، واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشي المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وقف فنزل، ودعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبي : أيها المرء لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة : بل اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون [ ص: 22 ] والمشركون، واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم، يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال: " أي سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب ؟ يريد عبد الله بن أبي، قال: كذا وكذا " قال: اعف عنه يا رسول الله، واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يتوجوه، ويعصبوه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك ؛ فلذلك فعل ما رأيت، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 23 ] وهذا الحديث قد رواه عن الزهري، عن عروة محمد بن إسحاق، وشعيب بن أبي حمزة، وعبد الله بن أبي عتيق كلهم رووه عن الزهري، عن عروة، عن أسامة .

2568 - فأما حديث ابن إسحاق، فحدثناه إبراهيم بن زياد الصائغ ، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أسامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

2569 - وأما حديث شعيب، فحدثناه إبراهيم بن هانئ ، وعمر بن الخطاب ، قالا: أخبرنا أبو اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أسامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[ ص: 24 ] 2570 - وسمعت بعض أصحابنا هو إسماعيل بن إسحاق يذكره عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن أخيه ، عن سليمان بن بلال ، عن ابن أبي عتيق وهو محمد بن أبي عتيق ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أسامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم روي هذا الكلام متصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا من حديث الزهري، عن عروة ، عن أسامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية