صفحة جزء
3484 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه ، قال : نا إسحاق بن إبراهيم الحمصي ، قال : نا عمرو بن الحارث ، قال : حدثني عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، قال : حدثني الوليد بن عبد الرحمن ، أن جبير بن نفير ، حدثه قال : نا شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال : قلنا يا رسول الله ، كيف أسري بك ليلة أسري بك ؟ قال : " صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما ، فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل ، فقال : اركب ، فاستصعبت علي ، فأدارها بأذنها حتى حملتني عليها ، فانطلقت تهوي بنا تضع حافرها حيث أدرك طرفها ، حتى انتهينا إلى أرض ذات نخل ، فقال : انزل فنزلت ، ثم قال : صل فصليت ثم ركبنا ، فقال لي : أتدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم ، قال : صليت بيثرب صليت بطيبة ، ثم انطلقت تهوي بنا تضع حافرها حيث أدرك طرفها ، حتى بلغنا أرضا بيضاء ، فقال لي : انزل فنزلت ، ثم [ ص: 410 ] قال لي : صل فصليت ثم ركبنا ، فقال : تدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم ، قال : صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ، ثم انطلقت تهوي بنا تضع حافرها أو يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، ثم ارتفعنا ، فقال : انزل فنزلت ، فقال : صل فصليت ثم ركبنا ، فقال لي : أتدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم ، قال : صليت ببيت لحم حيث ولد المسيح عيسى ابن مريم ، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها الثامن ، فأتى قبلة المسجد فربط دابته ، ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر ، فصليت من المسجد حيث شاء الله ، هكذا قال ابن زبرق ، ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا ، فعدلت بينهما ، ثم هداني الله له ، فأخذت اللبن فشربت حتى قرعت به جبيني ، وبين يدي شيخ متكئ ، فقال : أخذ صاحبك الفطرة ، أو قال : بالفطرة ، ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي بالمدينة ، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزربي " قلنا : يا رسول الله ، كيف وجدتها ؟ قال : " مثل " وذكر شيئا ذهب عني ، " ثم مررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم ، فسلمت عليهم ، فقال بعضهم هذا صوت محمد ، ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة ، فأتاني أبو بكر فقال : يا رسول الله ، أين كنت الليلة ؟ فقد التمستك في مكانك ، فقال : إني أتيت بيت المقدس الليلة ، فقال : يا رسول الله ، إنه مسيرة شهر فصفه لي ، ففتح لي شراك كأني أنظر إليه ، لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم عنه ، فقال : أبو بكر أشهد أنك رسول الله ، فقال المشركون : انظروا إلى أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة ، قال : نعم وقد مررت بعير لكم بموضع كذا وكذا ، قد أضلوا بعيرا لهم بمكان كذا وكذا ، [ ص: 411 ] وأنا مسيرهم لكم ينزلون بكذا وكذا ، ثم يأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل أدم ، عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان " فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون ، حتى كان قريبا من نصف النهار حتى أقبلت العير ، يقدمهم ذلك الجمل كالذي وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن شداد بن أوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد .

التالي السابق


الخدمات العلمية