صفحة جزء
حذيفة عن أبي بكر

[ ص: 149 ] 76 - حدثنا خلاد بن أسلم المروزي قال : نا النضر بن شميل قال : نا أبو نعامة - واسمه عمرو بن عيسى - قال : نا أبو هنيدة البراء بن نوفل ، عن والان العدوي ، عن حذيفة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال : أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فصلى الغداة فجلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جلس مكانه حتى إذا صلى الظهر أو قال الأولى ، والعصر ، والمغرب كان كذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ، ثم قام إلى أهله فقال المسلمون لأبي بكر : سل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شأنه ، صنع اليوم شيئا لم يصنعه، فقال : نعم ، أو فسأله فقال : " نعم عرض علي ما هو كائن إلى يوم القيامة من أمر الدنيا والآخرة ، فجمع الأولون والآخرون في صعيد واحد ، [ ص: 150 ] ففظع الناس لذلك حتى انطلقوا إلى آدم - صلى الله عليه وسلم - والعرق يكاد يلجمهم ، قالوا يا آدم ، أنت أبو البشر ، وأنت اصطفاك الله ، اشفع لنا إلى ربك ، قال : قد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم انطلقوا إلى نوح ) إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ( قال : فينطلقون إلى نوح فيقولون : اشفع لنا إلى ربك فإنك قد اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا ، فيقول : ليس ذاكم عندي ، انطلقوا إلى إبراهيم ، فينطلقون إلى إبراهيم فيقولون له مثل ذلك فيقول : ليس ذاكم عندي ، انطلقوا إلى موسى فإن الله تبارك وتعالى كلمه تكليما ، فيقول موسى : ليس ذاكم عندي ، انطلقوا إلى عيسى، فإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله، فيقول عيسى : ليس ذاكم عندي ، ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، انطلقوا إلى محمد فليشفع لكم إلى ربكم فيأتي جبريل - صلى الله عليه وسلم - ربه فيقول تبارك وتعالى : ائذن له وبشره بالجنة، أحسبه قال : فيأتي به جبريل قال : فيخر ساجدا قدر جمعة قال : فيقول الله تبارك وتعالى : " ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع " قال : فيرفع رأسه ، فإذا نظر إلى ربه تبارك وتعالى خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول تبارك وتعالى : " يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعط، " فيذهب فيقع ساجدا فيأخذ جبريل بضبعيه فيفتح الله تبارك وتعالى عليه من الدعاء ما لم يفتحه على أحد قط ، فيقول : يا رب جعلتني سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر " وذكر الحوض فقال : " عرضه أحسبه قال : ما بين صنعاء وأيلة ، ثم [ ص: 151 ] يقال ادعوا الصديقين ، قال : فيشفعون ، قال : ثم يقال ادعوا الأنبياء ، قال : فيجيء النبي ومعه العصابة والنبي معه الخمسة والستة والنبي وليس معه أحد ، ثم يقال : ادعوا الشهداء ، قال : فيشفعون لمن أراد فإذا فعلت الشهداء ذلك ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : " أنا أرحم الراحمين أدخلوا يعني : الجنة من كان لا يشرك بالله شيئا " قال : فيدخلون الجنة، ويقول الله تبارك وتعالى : انظروا من في النار هل بقي من أحد عمل خيرا قط ؟ فيقولون : لا أحسبه ، قال : فيؤتى برجل ، فيقول : هل عملت خيرا قط ؟ فيقول : لا ، غير أني كنت أسامح الناس في البيع ، فيقول الله تبارك وتعالى : " اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي " ثم يخرجون من النار رجلا آخر ، فيقول الله تبارك وتعالى : هل عملت خيرا قط ؟ فيقول : لا غير أني قد أمرت ولدي إذا أنا مت فأحرقوني بالنار ، ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل اذهبوا بي إلى البحر فاذروني في الريح ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : " لم فعلت ذلك ؟ " قال : من مخافتك ، قال : يقول : انظر إلى ملك أعظم ملك كان لك مثله أو فإن لك مثله " قال : فذاك الذي ضحكت منه من الضحى " .

وهذا الحديث حديث فيه رجلان لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث: أبو هنيدة البراء بن نوفل، فإنا لا نعلم روى حديثا غير هذا ، وكذلك والان [ ص: 152 ] لا نعلم روى إلا هذا الحديث على أن هذا الإسناد مع ما فيه من الإسناد الذي ذكرنا فقد رواه جماعة من جلة أهل العلم بالنقل واحتملوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية