صفحة جزء
18303 عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كانت أم عمير بن سعيد عند الجلاس بن سويد فقال الجلاس في غزوة تبوك : إن كان ما يقول محمد حقا فلنحن شر من الحمير ، فسمعها عمير فقال : والله إني لأخشى إن لم أرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل القرآن فيه ، وأن أخلط بخطيئته ، ولنعم الأب هو لي ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : " فدعا الجلاس فعرفه وهم يترحلون فتحالفا ، فجاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا فلم يتحرك أحد ، وكذلك كانوا يفعلون لا يتحركون إذا نزل الوحي ، فرفع عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر - حتى - فإن يتوبوا [ ص: 47 ] فقال الجلاس : استتب لي ربي ، فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله ، قال عروة : كان مولى للجلاس قتل في بني عمرو بن عوف فأبى بنو عمرو أن يعقلوه " فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم جعل عقله على بني عمرو بن عوف " قال عروة : " فما زال عمير منها بعلياء حتى مات - يعني كثر ماله وارتفع على الناس أي : بالمال فهو التعلي " قال ابن جريج : وأخبرت عن ابن سيرين قال : " فما سمع عمير من الجلاس شيئا يكرهه بعدها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية